كيف تناولت الصحف العربية “كونفرانس وحدة الموقف لمكونات شمال وشرق سوريا”

تناولت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم، باهتمام بالغ أعمال كونفرانس “وحدة الموقف لمكوّنات شمال وشرق سوريا”، الذي عُقد في مدينة الحسكة، بمشاركة واسعة من ممثلي المكوّنات السوريّة، وسط أجواء وصفت بأنها إيجابية وبنّاءة، مؤكدة على وحدة الصف السوري، وتعزيز قيم التنوع، والبحث عن حلول سياسية عادلة تضمن مشاركة الجميع في مستقبل البلاد.
قالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية إن كونفرانس “وحدة الموقف لمكوّنات شمال وشرق سوريا”، يشكل بوادر تحالف جديد يهدف إلى ضمان تمثيل شامل للمكونات في شمال وشرق سوريا، ولفتت إلى أن هذه الخطوة تأتي قبيل جولة تفاوضية هامة في باريس مع الحكومة الانتقالية.
وأشارت إلى أن الكونفرانس جاء للتأكيد على وحدة المكوّنات السورية ونبذ العنف والكراهية، مع دعم نظام لامركزي يضمن حقوق جميع المكونات، مشيرة إلى كلمة الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، إلهام أحمد، التي شددت على التعددية السياسية كمطلب أساسي لسوريا الحديثة.
كما نقلت عن حكمت الهجري، الرئيس الروحي للطائفة الموحدين الدروز، تأكيده على أن التنوع في سوريا ليس تهديدًا بل مصدر قوة يعزز الوحدة الوطنية، مع دعمه لمسار مشاركة سياسية شاملة، فيما أكد غزال غزال رئيس المجلس الإسلامي العلوي أن الدولة المدنية التعددية واللامركزية هي الحل الأمثل لحماية حقوق جميع المكونات.
ومن جهتها رأت صحيفة “الشرق الأوسط” أن كونفرانس مكونات شمال وشرق سوريا يمثل خطوة حاسمة لترسيخ التعدد القومي والديني والثقافي في بنى الحكم، داعية إلى اعتماد دستور ديمقراطي يضمن لا مركزية الحكم ومشاركة فعلية للجميع. وأشارت إلى أن البيان الختامي للكونفرانس أكد على ضرورة عقد كونفرانس وطني شامل وإطلاق مسار للعدالة الانتقالية، إضافة إلى رفض التغيير الديموغرافي وضرورة ضمان عودة آمنة للمهجرين.
واعتبرت الصحيفة أن مشاركة أكثر من 400 شخصية من مختلف المكونات، من كرد وعرب وسريان وأقليات أخرى، يعكس إرادة حقيقية للوحدة والتشاركية، وأن نموذج الإدارة الذاتية تجربة ناجحة في الحوكمة المجتمعية الديمقراطية. كما أكدت على تقدير تضحيات “قوات سوريا الديمقراطية” في حماية المنطقة، ورأت أن الجيش الوطني السوري يجب أن يكون مهنيًا وتمثيليًا لجميع المكونات.
من جانبها، أكدت صحيفة “العربي الجديد” أن الكونفرانس يوضح توجهاً واضحاً نحو رص الصفوف لمواجهة التفرقة والظلم الذي طال جميع السوريين، مشيرة إلى كلمات الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري، الذي وصف الكونفرانس بأنه استجابة حقيقية لصرخات شعب أنهكته الحرب، وشدد على أن التنوع في سوريا هو كنز يعزز الوحدة.
كما نقلت عن الشيخ غزال غزال، رئيس المجلس الإسلامي العلوي، دعوته إلى لامركزية أو فيدرالية تراعي الخصوصيات الدينية والثقافية لكل مكوّن، مؤكداً أن الحل السياسي يجب أن يضمن حقوق الجميع دون إقصاء. وأبرزت الصحيفة أن الكونفرانس شكل منصة لتوحيد المواقف في وقت تشهد فيه سوريا تحديات كبيرة، لافتة إلى أن المشاركة الواسعة تعكس رغبة حقيقية في بناء مستقبل ديمقراطي تشاركي.
وأضافت بأنّ الكونفرانس يأتي في ظل تحضيرات جارية لعقد اجتماعات أوسع تضم شيوخ العشائر وزعامات المجتمع المدني، ويعد خطوة عملية لتمهيد الطريق أمام حوار وطني شامل في العاصمة دمشق، يهدف إلى صياغة دستور جديد يقوم على مبادئ المواطنة والعدالة والتعددية، مع ضمان مشاركة حقيقية لكافة مكونات الشعب السوري في إدارة مستقبل البلاد.
وأشارت إلى أنّ المراقبون يرون أن هذه المبادرة ستعزز من موقف شمال وشرق سوريا في المفاوضات القادمة، وتدفع الدول الضامنة إلى الضغط على دمشق لقبول نظام لامركزي يضمن حقوق الأقليات، ويحد من سياسات الإقصاء التي أثرت على النسيج الاجتماعي لسوريا لعقود طويلة. كما يعول المشاركون على إطلاق مسار عدالة انتقالية حقيقية تضع حدًا للانتهاكات السابقة، وتؤسس لمرحلة جديدة من الوحدة والمصالحة الوطنية.
واختتمت بأن الكونفرانس يشكل نقطة تحول في المشهد السياسي السوري، ويمثل خطوة فعلية في اتجاه بناء دولة مدنية ديمقراطية متعددة الثقافات، تتناغم فيها مختلف المكونات في إطار احترام متبادل وشراكة وطنية حقيقية.