تقارير

“عبدي”: لدى شعبنا قلق من الاندماج في الجيش السوري دون ضمانات دستورية واضحة


أجرت قناة العربية الحدث لقاء مطولاً مع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال “مظلوم عبدي”، تحدث فيها عن المواضيع السياسية والعسكرية في سوريا بشكل عام، وركز بشكل أساسي على حوار الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية مع الحكومة السورية المؤقتة، وأشار إلى أسباب عرقلته، وسبل تجاوز تلك العقبات.
“عبدي” أوضح في بداية حديثه أنه لم تُناقش بعد آليات اندماج قوات سوريا الديمقراطية مع وزارة الدفاع السورية، موضحاً أن “هناك قلق كردي ومن جميع مكونات شمال وشرق سوريا من الاندماج في الجيش السوري دون ضمانات دستورية واضحة”، مشيراً إلى أن “دمج 100 ألف مسلح في وزارة الدفاع السورية عملية كبيرة” وتتطل مزيداً من الوقت واتخاذ إجراءات وترتيبات معينة، مؤكداً أن قواته ستكون “جزءاً من وزارة الدفاع السورية” في النهاية، وأنهم “متفقون مع الحكومة على وحدة سوريا بجيش واحد وعلم واحد”، وأنه سيكون لسوريا جيش واحد لا جيشان، ضمن “مركزية عسكرية”، مؤكداً أنه هناك توافق بينهم وبين الحكومة حول وحدة سوريا تحت علم واحد وجيش واحد، حسب البند الثالث من اتفاقية 10 مارس/ آذار، معتبراً أنه في النهاية سيكون هناك جيش واحد يمثل كل السوريين، حسب تعبيره.
وحول عودة المؤسسات الحكومية السورية للعمل في مناطق شمال وشرق سوريا، كشف “عبدي”، “طلبنا رسمياً من دمشق عودة المؤسسات إلى الرقة، الحسكة ودير الزور”، مقترحاً أن تكون هناك “إدارة مشتركة لهذه المحافظات الثلاث”، كما أشار إلى رؤيتهم حيال وضع دير الزور، حيث قال “نرى ضرورة توحيد دير الزور كمحافظة واحدة تشمل ضفتيها”.
القائد العام لـ(قسد) شدد خلال حديثه أنه “ملتزمون باتفاقية 10 مارس/ آذار”، إلا أنه أوضح بأن “التطبيق يتطلب وقتاً”. ولكنه لم يخفِ أن تطبيق الاتفاقية يسير ببطء “لأسباب تتعلق بدمشق”.
وفي سؤال حول ما حققته اتفاقية 10 مارس/ آذار، لفت “عبدي” إلى أن أهم ما تم تطبيقه هو “تقديم الطلاب في مناطق شمال وشرق سوريا امتحانات الشهادتين الثانوية والإعدادية وفق نظام تعليم حكومة دمشق، وكذلك الاتفاق الذي نفذ في حلب بين مجلس أحياء الشيخ مقصود والأشرفية مع محافظة حلب، وكذلك الهدنة ووقف إطلاق النار الذي لا يزال سارياً” داعياً لأن ينتقل وقف إطلاق النار إلى اتفاقية ثابتة بين جميع الأطراف، وأضاف “نسعى لتحويل وقف إطلاق النار في شمال وشرق سوريا إلى سلام شامل”. ونوّه أنهم “بصدد عقد جولات جديدة من المباحثات مع دمشق خلال الفترة القادمة”.
ورغم ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة عن خلافات بين الإدارة الذاتية ودمشق، أكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية أن لقاءه بالرئيس السوري المؤقت “أحمد الشرع” كان “إيجابياً”، وأنهم تمكنوا خلال 3 ساعات من المباحثات الوصول لاتفاق، لافتاً أنه التقى “الشرع” مرتين. وحول تأجيل الاجتماع المزمع عقده بين وفد الإدارة الذاتية وحكومة دمشق في العاصمة السورية باريس، أوضح أن “التأجيل تم بطلب من دمشق بسبب أحداث السويداء”، مؤكداً أنه سيحضر اجتماع باريس، نافياً وجود خلافات مع المبعوث الأمريكي لسوريا “توماس باراك”، لافتاً أنه عقد معه اجتماعاً في “عمان” قبل أيام، وكانت مواقفه إيجابية ومشجعة، مبدداً ما تداولته وسائل الإعلام أن “باراك” دعا قوات سوريا الديمقراطية لحل نفسها ضمن الجيش السوري، وأن “باراك” رفض كل أشكال اللا مركزية والفيدرالية، دالاً على ذلك بقول وزارة الخارجية الأمريكية أن “الفيدرالية أو أي شكل من نظام الحكم يختاره السوريون هو موضع ترحيب لديهم”.
وشدد “عبدي” أن خيارهم الوحيد مع دمشق هو “الحوار”، معتبراً أن أحداث السويداء تشجعهم على المضي في التفاوض والوصول إلى اتفاق لمنع حدوث فتن وحرب أهلية، موضحاً أن “الجميع متفق على وحدة سوريا”.
وفي موضوع اللا مركزية، كشف “عبدي” أن “اللا مركزية لا تعني تقسيم البلاد والانفصال، بل منح المحافظات صلاحيات في إدارة شؤونها بنفسها وتخفيف الأعباء عن الحكومة المركزية” مؤكداً “أنها – أي الفيدرالية هي الحل الأمثل لبناء الدولة”، ولم يستبعد وجود مؤسسات للحكومة المركزية في مناطق الإدارة الذاتية مثل “الهجرة والجوازات، السجل المدني… وغيرها”، داعياً “بعض المؤسسات السيادية يجب أن تبقى مركزية، مثل المطارات، المعابر.. وغيرها”. وحول التواصل مع الحكومة السورية، قال “قنوات الاتصال مع الحكومة السورية مفتوحة يومياً”.
وحول استعداد دمشق القبول بالمطالب الكردية، كشف “عبدي” عن مطالبهم بأن تتخذ “اللغة الكردية لغة رسمية إلى جانب العربية في المناطق الكردية”، مؤكدا أن دمشق أبلغتهم استعدادها للموافقة على مطلب القبول باللغة الكردية والحقوق الثقافية للشعب الكردي.
وحول مشاركة الإدارة الذاتية في الحكومة السورية، أشار إلى أنهم مستعدون للمشاركة ضمن إطار بناء الدولة السورية ومؤسساتها، وفيما إذا كانت عرضت عليه أية مناصب في الحكومة السورية، قال “لم تُعرض عليَّ أية مناصب في الحكومة السورية”.
من جانبه أشار المبعوث الأمريكي إلى سوريا “توماس باراك” في تصريحات صحفية إلى أن “القوات الأمريكية ستنسحب في النهاية، لكن توقيت ذلك غير واضح”، منوهاً أنه “من المهم أن تجد (قسد) التوازن الصحيح والتسوية الصحيحة مع الحكومة الوطنية في دمشق”.
فيما صرح الدكتور “وليد فارس” المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقناة K24 بأن “الكرد هم القوة غير الحكومية الأقوى في سوريا”، مؤكداً أن “الكرد قاتلوا الإرهاب لأكثر من عقد، خاصة ضد داعش”، مشيراً إلى أن “نزع السلاح دون ضمانات سياسية هو أمر غير واقعي”، لافتاً أن قوات سوريا الديمقراطية “هي قوة تم تدريبها وحاربت الإرهابيين منذ عشر سنوات”.
وحول مستقبل سوريا؛ نوه إلى أن “مستقبل سوريا يعتمد على الاعتراف المتبادل والشمول السياسي، والاعتراف يمكن أن ينتج سوريا جديدة، أما غياب الاعتراف المتبادل فسيعيدها إلى زمن الأسد”، حسب وصف “فارس”. وشدد على أنه “إذا كانت الدولة متعددة الأعراق، الأديان والمناطق، فعلى الحكومة الاعتراف بها، ولا يجب أن يكون الاعتراف على الورق فقط في ترتيبات دستورية، بل يجب أن يصدر من نية حقيقية”.
في مسألة شكل نظام الحكم في سوريا، أوضح الدكتور “وليد فارس” أن “هناك دول مثل سويسرا، كندا، بلجيكا، بل وحتى إقليم كردستان نماذج للفيدرالية متعددة الأعراق، وأنتجت دولاً متقدمة، ويمكن أن سوريا مثلها أيضاً”.
وحول انتشار الجماعات الجهادية المتطرفة في سوريا وتغلغلها داخل مفاصل الحكومة السورية المؤقتة، وخاصة في وزارة الدفاع والقوات الأمنية، نبه “فارس” إلى أن “هناك مخاطر من تنامي نفوذ الجمعات الجهادية داخل الحكومة المؤقتة، وأن هجمات استهدفت العلويين والدروز والمسيحيين والسنة العلمانيين”، داعياً “الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ موقف أقوى ضد الإيديولوجيات المتطرفة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى