أخبارحواراتمانشيت

ما بعد أفغانستان… الولايات المتحدة الأمريكية والإستراتيجية الجديدة في العالم

تتصدر الأحداث في افغانستان، وسيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول، في أقل من أربعة وعشرين ساعة عناوين الكثير من الأخبار ويعتبر الحدث الأهم والأبرز على الساحة السياسية دوليا وإقليميا، هذا الإنسحاب الذي أثار الكثير من التساؤلات حيال السياسة الأميركية التي دعمتها عشرين عام، واستغنائها بهذه السرعة و في هذا الوقت تحديدا، وما غرضهم من ذلك.


وتعقيبا على كل ما يحدث، تحدثت لموقع” آداربرس ” المعارضة السياسية السورية، الأستاذة لمى الأتاسي، قائلة:” الإستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط هي تتبع مخطط أوباما الذي أعلن عنه قبل أن يصبح رئيس، و تم تبنيه كاستراتيجية حددت معالم الربيع العربي، الخيار الإسلامي لإرضاء إيران واستمالتها عبر الإخوان المسلمين و قطر. المرحلة أولى بالتوازي مع مفاوضات شكلية على الملف النووي، والهدف منه تقارب أيضا، والشروط التي تريدها من إيران الولايات المتحدة هي التوجه ضد الصين، والعمل ضمن محور الولايات المتحدة .. هذا الاستقطاب تم، وبعده بدأ التنفيذ عبر تسليم افغانستان لحكم إسلامي أيضا بعد العمل على التقارب بين طالبان والملالي وكل هذا تم سابقا في قطر”.


وأشارت الاتاسي أن :”اليوم الحرب القادمة لأضعاف الصين تبرز معالمها، والولايات المتحدة اليوم هي القطب الواحد و لا توجد قوى موازية، و هي أولى الاحتفاظ بهذه المكانة و تبقى سيدة هذا العالم .. بعد أن أنهت الاتحاد السوفييتي وحولت روسيا لدولة في محورها بمستوى تركيا تعمل معها وليس ضدها، بقت الصين الخطر الوحيد اقتصادياً وترى الولايات المتحدة هذا الخطر منذ عقود وتجهز نفسها لمواجهته لا مفاجأة بما يجري هناك مخطط يمشي قد يتعرقل قليلا لكنهم إليه ماضين”.


وأكد لمى أن :”سوريا كانت ضمن المخطط تسليمها لإيران وروسيا مقابل أن تتخلى إيران عن الصين و تصالح طالبان، أما إيران فتترك حرة في لبنان وسوريا والعراق، مقابل أن تقبل بما هو مطلوب منها في آسيا”.


*هل من الممكن أن تكرر تجرب أفغانستان.. والاستغناء عن حلفاء آخرون مستقبلا؟
وأما عن المواقف التي صدر عن الولايات المتحدة بخصوص استغنائها عن حلفائها، كتجربتها في العراق وحاليا أفغانستان، وربما لاحقاً الاستغناء عن حلفاء أخرون، وأيضا ما غرد به الرئيس جوبايدن على التويتر ، مشيرا بأنهم وقفوا إلى جانب أفغانستان عشرين عام، ولكنهم لم يستغلوا فرصة وقفنا إلى جانبهم، قالت الأتاسي:” الولايات المتحدة لا تعتمد الندية بالتعامل مع حلفائها بل تنطلق من قوتها و خوف حليفها من أن تتركه هي لا يعنيها حلفائها كثيرا .. لديها الكثير و قريبا العالم بأسره سيصبح حليفها”.


اردفت:” في أفغانستان مثلا لم يكن لها حلفاء كان لديها موظفين : الرئيس غني كان موظف و مهمته انتهت و كارازاي قبله .. كما وضح الرئيس بايدن هم لم يكن شأنهم بناء الدول ما لم يوضحه هو كيف يستعمل أرض الدول و شعوب الدول لمصالح أميركية إستراتيجية، أما عن سوريا فهي بذات الطريقة توظف إلى انتهاء المهمة .. أن كانت المهمة الضغط على دولة ما فإن تنازلت الدولة، ونفذت المطلوب يبقى الحليف الأول الذي نفذ الضغط منتهي المهمة وممكن أن يضحى به كما هو حال الجيش الأفغاني الذي نفذ مهمته بتطويع طالبان، ونحن ليس بإمكاننا الوقوف مع أو ضد قرارات الولايات المتحدة، لكن بإمكاننا الحذر والتأني”.

آداربرس/ خاص

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى