مانشيتمقالات رأي

هـ ـجوم متكرر على القواعد الأميركية في سوريا والعراقالميليشـ ـيات المسـ ـلحة المدعومة إيرانيا تتوعد قوات واشنطن و”قسد” بـ”شتاء ساخن”

كانت لحـ ـرب غزة منذ أسابيعها الأولى صدى في مناطق شمال شرقي سوريا عبر استهداف مجموعات مسـ ـلحة أبرزها “المقاومة الإسلامية في العراق” للقواعد الأميركية الموجودة في شمال شرقي سوريا التي استهدفت بقذائف صاروخية ومسيرات مفخخة إلى جانب قواعد في العراق وإقليم كردستان.

القواعد الأميركية في حقل العمر وكونيكو بريف دير الزور وخراب الجير، وكذلك تل بيدر والشدادي بريف الحسكة، إضافة إلى قاعدتها في المنطقة 55 كيلو أو التنف في المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن كانت عرضة لتلك الهجمات، وأعلنت ما تعرف بـ”المقاومة الإسلامية في العراق” مسؤوليتها عن معظم تلك الهجمات التي بدأت منذ أواسط أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وتوقفت بشكل ملحوظ أثناء الهدنة المعلنة بين إسرائيل وحركة “حماس” في غزة، ليعود التهديد مجدداً بشنها من قبل فصيل عراقي يدعى “أصحاب الكهف” التي أصدرت بيانها قبل أيام تتوعد فيه القوات العراقية “بشتاء ساخن”.

وأعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق” استعدادها وجهوزيتها، الجمعة الماضي، “لتصعيد العمليات العسكرية ضد المواقع الأميركية داخل العراق وخارجه، وذلك رداً على دعم الولايات المتحدة الأميركية لإسرائيل في حرب غزة، وفق بيان صادر عن الجماعة، مما يحمل في طياته أن الهجمات على هذه القواعد سواء في العراق أو سوريا ستستمر في المدى المنظور.

رد أميركي

وزارة الدفاع الأميركية أعلنت، الخميس الماضي، بشكل رسمي تعرض قواعدها في شمال شرقي سوريا والعراق لـ74 هجمة بالصواريخ والمسيرات المفخخة منذ 17 أكتوبر الماضي، وأدت إلى إصابة 66 من جنودها.

وخلال هذه الفترة استهدفت المقاتلات والمدفعية الأميركية مرات عدة مواقع تابعة لمجموعات مدعومة إيران في ريف دير الزور المتاخمة لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، إضافة إلى مواقع في العراق وذلك رداً على تلك الهجمات، بحسب مسؤولين رسميين أميركيين.

استهداف “قسد”

خلال مقابلة صحافية، الأسبوع الماضي، مع “المونيتور” الأميركية أعلن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” عن تعرض أحد مواقع قواته بريف دير الزور لهجوم بطائرة مسيرة إيرانية وأدى الهجوم إلى إصابة عدد من عناصرهم وأضرار جسيمة لحقت بمستودع للذخيرة، ويعتبر هذه المرة الأولى التي تتعرض مواقع “قسد” بشكل مباشر لمثل هذه الهجمات.

من جانبها، لم تعلن قوات سوريا الديمقراطية عن هذا الهجوم أو نوعية في إشارة إلى الرغبة في عدم التصعيد، لكن عبدي أكد أنهم لا يريدون أن تتحول منطقتهم إلى ساحة تصفية حسابات بين الولايات المتحدة والميليشيات المدعومة من إيران، على حد تعبيره وفق ما جاء في مقابلة قائد “قسد”.

مدير المركز الكردي للدراسات ببرلين نواف خليل قال، إنه مع استمرار الهجمات من قبل الميليشيات المدعومة من إيران على القواعد الأميركية في المنطقة، يرى مراقبون أن طهران تعمل وفق استراتيجية واسعة لا تتعلق حتى بحدث كبير مثل ما يجري بين “حماس” وإسرائيل في غزة وإنما بالمنطقة والعالم، “لذلك لا يغير حدث غزة المفاجئ بالنسبة لها، كما تدعي، من استراتيجيتها أو قواعد الاشتباك، إن صح التعبير، بين إيران والولايات المتحدة”.
وللدلالة على أن الاستراتيجية الإيرانية لا تتغير وفق حدث محدد في المنطقة مثل ما يجري في غزة الآن، يشير خليل إلى حدث مثل اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس لم يغير منها، حيث لم يحدث أي تطور دراماتيكي كبير ولافت لا في العراق ولا في سوريا ولا أي مكان من المنطقة، بل فقط كانت هناك وعود بالانتقام لمقتله”، في حين أن المنظرين المدافعين عن إيران يقولون “إن يوم الانتقام سيأتي”.

مدير المركز الكردي يرى أن الهجمات التي تطاول القواعد الأميركية في المنطقة هدفها إخراج الجانب الأميركي من العراق بأكمله سواء في العراق العربي أو من إقليم كردستان وأيضاً من شمال شرقي سوريا، متابعاً “وإذا تحقق لهم ذلك فإنه يعني انتصاراً لإيران والنظام السوري وروسيا وحتى تركيا مجتمعين، وهذا الانسحاب الأميركي لن يتحقق”.

وعلى رغم أن المنطقة تشهد هجمات من جانب الحوثيين في اليمن وتحركاً في جنوب لبنان من جانب “حزب الله”، وكذلك هجمات من جماعات مدعومة من إيران تطاول قواعد القوات الأميركية في شمال شرقي سوريا والعراق وإقليم كردستان، لكن إيران تدعي أنه لا علاقة لها بما يجري، في حين يمكن اعتبار توقف الهجمات على هذه القواعد لفترة محددة مرتبط بخفض التصعيد وتماشياً مع ما يجري في غزة بحسب الباحث الكردي.

ونوه خليل إلى أن ذلك جزء من التكتيكات التي تتبعها طهران في إطار استراتيجيتها القاضية بتوسيع النفوذ والتضييق على الأميركيين وإخراجهم من المنطقة كهدف استراتيجي وبالتحديد بداية من سوريا والعراق.

موقف إيراني

لا يقلل مدير المركز الكردي للدراسات من حدة عداء إيران والنظام السوري والمجموعات المسلحة المرتبطة بهما من الإدارة الذاتية أو قوات سوريا الديمقراطية، حيث تشن هذه الأطراف بشكل مستمر حملات للتشهير وتبث الأخبار المضللة حول مناطق شمال شرقي سوريا، على حد تعبيره، لكن هذا الصراع مرهون بضوابط في ما يتعلق بالتعاطي مع الإدارة الذاتية أو في شن الهجمات عليها.

واستشهد خليل بالأحداث التي جرت في الصيف الماضي في دير الزور، والتي قام بها مسلحون محليون ضد “قسد” حيث كان “يقف وراءها طرفان أساسيان بشكل مباشر وهما النظام السوري وإيران وبدعم مباشر من تركيا التي قصفت عدة مناطق لإرباك المشهد أكثر”، لكن حتى لا تحدث مواجهات مباشرة بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات الإيرانية، فالإيرانيون حتى الآن يقولون إنهم ليس لهم علاقة بالهجمات على القواعد الأميركية، وفق استنتاج خليل.

عقيدة دفاعية

الباحث الكردي يوضح أنه على رغم عدم رغبة “قسد” في تحويل مناطقها إلى ساحة مواجهة مع الإيرانيين فإن العقيدة القتالية لها دفاعية مفادها “لو هوجمنا من العالم بأسره سنقاوم”، لافتاً إلى أن “قوات سوريا الديمقراطية لن تبقى مكتوفة الأيدي، وهذا افترا

ض وليس من الضروري الخوض فيه، ولكن إن تعرضت لهجمات من الجانب الإيراني أو النظام السوري أو من جانب أي قوة أخرى فبالتأكيد فإنها سترد عليها”.

وختم حديثه بالقول، إن إيران حتى الآن ترفض قبول أنها تهاجم قوات سوريا الديمقراطية مدعية أن الهجوم الأخير تشنه أطراف أخرى وتتصرف وفق إرادتها، “وهذا بسبب قدرتها على الرد على تلك الأطراف من دون أن يكون ذلك اشتباكاً مباشراً مع إيران”.

عبدالحليم سليمان/ اندبندنت العربية

ADARPRESS #

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى