المدنيون في شمال وشرق سوريا يدفعون ثمن هجمات الاحتلال التركي بحياتهم وأطرافهم، بحسب تقريرٍ لمنظمة هيومن رايتس ووتش، وثَّق هجمات الاحتلال التركي وقصفَه على جميع أنحاء المنطقة مؤخراً، والأضرار في البنى التحتية التي سببها القصف.
تقرير هيومن رايتس ووتش قال، إنّ غارات المسيرات التركية قتلت أحدَ عشرَ مدنياً على الأقل في شمال شرق سوريا وأصابت آخرين كثر، مشيرةً إلى استهداف عمال في جني محصول القطن في التاسع من تشرين الأول أكتوبر الفائت، وذلك بقرية البشيرية في ريف تل تمر شمال شرقي سوريا.
هيومن رايتس ووتش أوضحت أنّ العمال مجموعة من ثلاثين شخصاً يعملون لقاءَ أجرٍ يومي، ولم يكن هناك أيُّ مقاتلين أو وجود عسكري في الحقل الذي كانوا موجودين فيه، لافتةً إلى إصاباتٍ خطيرة طالت أيضاً أطفالاً بعضهم قُطِعَت أطرافه جرّاء قصف الاحتلال التركي.
وفي العام ألفين واثنين وعشرين وثّقت هيومن رايتس ووتش أنّ الأطفال ذوي الهمم لا يمكنهم الحصول على الضروريات الأساسية أو التعليم، أو الأجهزة المساعِدة، ومنها الأطراف الاصطناعية، أو الدعم النفسي والاجتماعي.
المنظمة أكدت أيضاً أن الاحتلال التركي تقاعس أكثر من مرة خلال هجماته المتتالية في شمال شرق سوريا عن اتخاذ التدابير الوقائية الضرورية للحؤول دون فقدان المدنيين لحياتهم، مشيرة إلى أنها وثّقت في كانون الثاني يناير ألفين وثمانية عشر، ثلاث غارات للاحتلال التركي على المنطقة، أدت لفقدان ستة وعشرين مدنياً لحياتهم، بينهم سبعة عشر طفلاً.
ودعت هيومن رايتس ووتش إلى إنصاف ذوي الضحايا والمدنيين الذين تأذوا من هجمات الاحتلال التركي، من خلال محاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الإنساني الدولي في هذه الهجمات التي أوقعت ضحايا من المدنيين، مشددة على ضورة دعم الأطفال وأسرهم وحمايتهم وخاصة ذوي الهمم منهم.
