تحـ.ـركات متـ.ـباينة داخل هيـ.ـئة تـ.ـحرير الـ.ـشام تكشف صـ.ـراع النفوذ بين جـ.ـناحي موسـ.ـكو وأنـ.ـقرة

تشهد هيئة تحرير الشام في الآونة الأخيرة حراكًا داخليًا مكثفًا يعكس حالة من الانقسام والتباين في المواقف بين قياداتها حول الاتجاهات السياسية المقبلة.
ففي الوقت الذي توجه فيه أحمد الشرع إلى روسيا لإجراء مشاورات غير معلنة، قام أسعد الشيباني بزيارة إلى تركيا بدعم من أجهزة أمنية، ما يؤشر إلى تباين واضح في الرؤى داخل الهيئة حول مستقبلها في المشهد السوري.
تؤكد مصادر مطّلعة أن وفد الشرع حمل معه ملفات تتعلق بترتيبات تخص العلاقة مع الحكومة السورية الجديدة وإمكانية الوصول إلى تفاهمات حول إدارة مناطق الشمال، في حين ركّز وفد الشيباني على بحث سبل التعاون الميداني مع أنقرة في مناطق شرق وشمال سوريا.
ورغم عدم إعلان تركيا موقفًا رسميًا من زيارة الشرع إلى موسكو، إلا أنها لم تُبدِ اعتراضًا علنيًا عليها، معتبرة أن مثل هذه التحركات قد تساهم في تخفيف أي تصعيد روسي محتمل ضد مناطق نفوذها. في المقابل، تستمر أنقرة في فتح قنوات اتصال أمنية مع دمشق لتجنّب أي اضطرابات قد تنجم عن الخلافات داخل الهيئة.
وتشير معلومات متقاطعة إلى نشاط فرق استخباراتية غربية في دمشق — من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا — تتابع عن قرب تحركات هيئة تحرير الشام، وتقدّم تقارير دورية حول طبيعة الانقسام داخلها، خصوصًا فيما يتصل بـ المجلس الجهادي، الذي يُعدّ الجناح الأكثر تشددًا في التنظيم.
ويضمّ المجلس شخصيات عربية وأجنبية تُعرف بتوجهاتها المتطرفة، ويُعتقد أنه يحظى بدعم من بعض الشخصيات القريبة من النظام السوري الجديد. في حين تفضّل تركيا إبقاء المجلس فاعلًا وتوجيه نشاطه ضد قوات سوريا الديمقراطية، رغم توصيات غربية دعت إلى إعادة هيكلته أو تقليص نفوذه.
ويتمركز المجلس في موقعين أساسيين: أحدهما في سرمدا بريف إدلب، والآخر في دمشق، حيث أعيد تنظيمه مؤخرًا بعد عودة عدد من قادته إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية.




