أخبارمانشيت

نوّاب عراقيّون يحذّرون من التواجد التركي في العراق ويطالبون الحكومة باتخاذ موقف

أكد نواب عراقيون، أن خروقات الدولة التركية تتم بموافقة حكومة الإقليم، فهي من تسهّل لها التوغّل”، مشيرين إلى أن تركيا تسعى لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط على غرار ما فعلته في سوريا، كما أشاروا إلى أن ما يجري سببه ضعف الموقف الحكومي، مطالبين باتخاذ إجراءات سريعة للحد من التوغّل الجاري.

وفي هذا السياق، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية، مختار الموسوي، في تصريح لـ”روج نيوز”، إن “العدوان التركي مستمر في العراق، وما تزال قواعدهم موجودة، وأيضاً لديهم آلاف الجنود”، مضيفا أن “الحل مع الاحتلال التركي يكمن في الضغط على حكومة إقليم كردستان، على اعتبار أن هذه العمليات والمناورات تتم بموافقة حكومة الإقليم وقبول تام بها”.

ولفت إلى أن “رئيس الحكومة محمد شياع السوداني زار أنقرة أكثر من مرة، وكان عليه بحث هذا الملف، وإيجاد حلول جذرية وواقعية له”، قائلاً إن “تركيا تريد من هذه العمليات زيادة قاعدتها الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، وتوسيع نفوها كما حصل مع سوريا”.

وكانت منظمة (CPT) الأمريكية، قد تحدثت عن تنفيذ دولة الاحتلال التركي 18 هجوماً على الأقل داخل أراضي إقليم كردستان خلال شهر تموز الماضي 2025.

وذكرت المنظمة في بيان لها، أنه “بالرغم من مراسم إحراق الأسلحة، ما تزال الهجمات التركية مستمرة”، مشيرة إلى أنه “خلال الفترة من 1 وحتى 31 تموز، قصفت تركيا أراضي إقليم كردستان 18 مرة على الأقل”.

وبحسب البيان، فإن القوات التركية نفذت عملية برية جديدة في 29 تموز، واستمرت في عملياتها العسكرية، الأمر الذي ألحق أضراراً بالحقول الزراعية وقيّد حركة المدنيين.

ووفقاً للمنظمة، فقد “بلغ عدد الهجمات التركية على أراضي إقليم كردستان منذ بداية عام 2025 وحتى الآن ألفاً و696 هجوماً عسكرياً، أسفرت عن مقتل تسعة مدنيين”.

وكان رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، شدد في وقت سابق على مغادرة القوات التركية الأراضي العراقية، موضحا في مقابلة صحفية، أن العراق رحب باتفاق السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، ولا يوجد مبرر بعد الآن  لبقاء القوات التركية، وعليها أن تغادر الأراضي العراقية.

وأضاف السوداني، أن “للعراق علاقات استراتيجية مع تركيا، وهناك مساعٍ مشتركة لتعزيز الأمن والاستقرار وتنمية المشاريع الاقتصادية وفي مقدمتها طريق التنمية الاستراتيجي”.

وبعد حديث السوداني مباشرة، نفذت المدفعية التركية قصفاً مكثفاً على قرى في دهوك، وألحقت أضراراً مادية جسيمة بممتلكات سكان قريتين تابعتين لقضاء أمدية، وخلف حريقاً هائلاً اندلع بمزارع وغابات القرية.

من جانبه، قال النائب، ثائر الجبوري، في تصريح لـ”روج نيوز”، أن “تركيا تمتلك أطماعاً قديمة في العراق، وتستغل وجود بعض الكتل والأطراف السياسية التي تتغاضى عن الانتهاكات المتكررة داخل الأراضي العراقية وتمنحها غطاء غير مباشر”.

وأضاف أن “تركيا تستغل ضعف المواقف السياسية العراقية تجاه تجاوزاتها، ما أدى إلى تصاعد النشاط العسكري والعمليات داخل الأراضي العراقية، وهو ما يمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية”.

وأشار إلى أن “هذه الانتهاكات تكررت في ظل صمت رسمي وأحيانا دعم ضمني من بعض الأطراف السياسية، التي تضع مصالحها فوق مصلحة العراق وسيادته”.

واستطرد بالحديث قائلاً: “يجب أن تتخذ الحكومة موقفاً واضحاً وحازماً لحماية السيادة الوطنية، ووقف التعديات التركية على الأراضي العراقية”.

كما شنت تركيا، عملية عسكرية جديدة كبيرة، داخل دهوك، بمشاركة نحو 250 جنديًا تركيًا، وتمركزت القوات في قرى ديفري (غولي) ضمن قضاء باتيفا، حيث تم نقل الجنود عبر مروحيات إلى جبل سيارا ستاور، وتم تأسيس قاعدة عسكرية جديدة.

وجاءت هذه العملية أيضا بعد حديث السوداني، حيث لم تتوقف تركيا عند القاعدة، بل بدأت عمليات تمشيط وتطهير شاملة لقرى ديفري، مع فرض حظر شامل على الدخول والخروج من تلك المناطق.

وكانت أكثر من 50 عائلة نزحت العام الماضي من مناطق متفرقة في محافظة دهوك إثر قيام الجيش التركي بتضييق الخناق على المواطنين والمزارعين بتلك المناطق، بينما تقصف المدفعية التركية القرى الواقعة على جبل متين وفي العمادية وكاني مآسي.

يُذكر أن مراقبين ونوابًا كانوا قد حذروا مؤخرًا من نوايا تركية للتوسع نحو كركوك ونينوى، مشيرين إلى أن أنقرة لن تتراجع بسهولة ما لم تواجه بموقف وطني حازم كما أشار بعضهم إلى أن أردوغان لا يرى في حزب العمال الكردستاني مجرد جهة تحاربها ، بل خصمًا سياسيًا يهدد توازناته داخل تركيا وخارجها، ما يجعله يرفض أي تسوية سلمية حقيقية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى