
نشرت الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي صورة لصفحة سوريا على الموقع الرسمي للخارجية الأمريكية، وهي ما زالت تستخدم علم النظام السوري السابق. وصف البعض صورة العلم بأنه مجرد صورة رمزية، وذهب آخرون بوصفه خطأ أو سهواً من قبل القائمين على الموقع، ولكن كان للمحامية المختصة بالأمن القومي الأميركي، إيرينا تسوكرمان رأي آخر، حيث قالت: “إن قرار وزارة الخارجية الأميركية باستخدام علم النظام السوري السابق على منصاتها الرسمية، رغم انهيار نظام الأسد، “لا يمكن اعتباره مجرد سهو إداري”.
واعتبرت إيرينا تسوكرمان أن الرموز تضاهي قوة المعاهدات السياسية، وظهور العلم القديم ليس خطأ عفويًا بل رسالة متعمدة، وإن كانت غامضة”، متسائلة: “رسالة مَن هذه؟”.
وأضافت تسوكرمان في تصريح صحفي: |هذا القرار يُقوّض ظاهريًا شرعية الحكومة المشكلة حديثًا، والتي تسعى لتجاوز إرث البعث والطائفية والاستبداد. علمها الجديد ليس مجرد تصميم، بل إعلان قطيعة مع الماضي ونهضة وطنية. تجاهل الخارجية الأميركية لهذا التحول ليس محايداً، بل هو رفض رمزي، أو حجب استراتيجي للاعتراف الدبلوماسي الكامل.”
ورجّحت تسوكرمان أن يكون ما حدث انعكاسًا لصراع داخلي في الحكومة الأميركية؛ قد لا يعكس قرار اعتماد العلم البعثي استراتيجية متماسكة، بل تنافس بيروقراطي حول شكل سوريا المقبول أميركيًا. نشهد ربما صراعاً داخلياً وانقسامات داخل المؤسسات، تتجاوز مجرد السياسة الخارجية”.
وأشارت إلى أن بعض الدوائر في الخارجية الأميركية تُفضل الاستقرار على المخاطرة، حتى لو تشبثت برموز فقدت مصداقيتها، في حين تخشى دوائر أخرى أن يؤدي دعم القيادة الجديدة في سوريا إلى صعود قوى سياسية إسلامية.
وختمت بالقول: “ربما تحاول الخارجية التلميح إلى التردد أو النفوذ أو الحذر، لكنها تكشف شيئًا أعمق، أن سياسة واشنطن تجاه سوريا ما تزال عالقة في الغموض نفسه الذي سمح للأسد بالبقاء لعقد طويل. في الدبلوماسية، الأعلام ليست عرضية. وعندما تظهر في غير محلها، فذلك يعني أن أحدًا ما يرفض التخلي عن الماضي، أو يحاول إعادة كتابته”.