
تعالت الكثير من الأصوات الرافضة لمنهاج الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا، وكانت ذريعتهم عدم اعتراف الحكومة السورية بهذا المنهاج، وعدم قدرة الطلبة استكمال دراستهم الجامعية، فبعد المناقشات المطولة من قبل الإدارة الذاتية مع منظمة اليونسيف والحكومة السورية، والتقرب من الوصول لتفاهم بشأن منهاج الإدارة والاعتراف به، ها هي خطوة أخرى تتحقق، ففي خطوة تاريخية من أجل الشعب الكردي في أوروبا، خارج جغرافية كردستان وللمرة الأولى، بدأت الجامعة الكردية في عام 2016 بمسيرتها الاكاديمية.
وتتمحور أعمال التأسيس حول قضايا بناء الفريق، وتشكيل الميزانية، وإعداد المناهج، وتعزيز البنية التحتية التعليمية. وفي إطار المشروع، تم تشكيل اللجنة التأسيسية، ووصلت هيئاتها الإدارية إلى مراحلها النهائية، ومن المتوقع أن تبدأ الجامعة التدريس في عام 2026.
ذكر رئيس المنتدى الألماني الكردي الدكتور “يونس بهرام” بأن هذه الجهود لهذا المشروع ليس فقط من أجل الدراسات العليا فقط، بل هي عصرٌ أكاديمي وثقافي مهم جداً من أجل المجتمع الكردي القاطن في أوروبا، ذكّر بهرام، بأنه بدأ التفكير بوضع تأسيس الجامعة الكردية أول مرةً على جدول الأعمال، خلال أعوام ثورة روج آفا، وقال: “في ذلك الوقت عندما تم افتتاح المدارس الكردية للمرحلة الابتدائية، حينها قالوا العوائل: ” بأي شكل سيكملون أبنائنا دراستهم الجامعية؟ فاليوم وصلنا لتلك المرحلة بأننا قادرين بالرد على ذاك السؤال”.
وأوضح بهرام، بأنهم بدايةً بدأوا بالعمل على تأسيس “معهد كردولوجيا” في ألمانيا، ومع مرور الوقت تحولت العملية إلى جامعة مستقلة، حيث قدم كلٍ من الأكاديميين، الدبلوماسيين، والسياسيين الكرد والألمان، الدعم لهذا المشروع، وبحسب برنامج اللجنة التأسيسية بأن الجامعة ستنتهي من تجهيزاتها في أواخر عام 2026 وستبدأ بقبول طلبتها.
ستكون لغة التدريس الأساسية هي الكردية، حيث سيتم إعطاء الدروس باللهجتين الكرمانجية والصورانية أيضاً، وفي برنامج العلوم الاجتماعية والهندسية سيتم إعطائها باللغتين الألمانية والإنكليزية إلى جانب الكردية، وتخطط الجامعة على نطاقٍ واسع بأن تقدم برنامج الماجستير والدراسات العليا عدا كلية الطب، وخاصةً في أقسام مثل كردولوجيا، الآداب، العلوم الاجتماعية، والهندسة في المقدمة.
حيث أن هذ المشروع سيكون فرصةٌ من أجل طلبة روج آفا وجنوب كردستان الحاصلين على شهادة الثانوية العامة الكردية، حيث أن الطلبة سيتمكنون من الحصول على شهاداتهم الموثقة على مستوى ألمانيا والعالم، وذلك بعد إتمام مرحلة الأون لاين والامتحانات، ستكون منصة الجامعة على مستوى المؤسسات الألمانية الأخرى للدراسات العليا، وستكون الجودة الأكاديمية متوافقة أيضاً مع المعايير الألمانية.
ومن أحد أهداف الجامعة إنشاء لغة كردية أكاديمية مشتركة بين اللهجتين الكرمانجية والصورانية على المدى الطويل.
وقال يونس بهرام: “هذه الجامعة ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل ستكون الخطوة الأولى نحو ترسيخ اللغة والهوية الكردية في أوروبا، سيتم تعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي بين المجتمعين الألماني والكردي، وسيتم استخدام اللغة الكردية في المجال العام”.