تقاريرمانشيت

الرئيس السوري بشار الأسد يشارك في القمة العربية في جدة لأول مرة منذ 11 عاما

يشارك الرئيس السوري بشار الأسد غدا الجمعة 19/05/2023 في القمة العربية التي ستنعقد في جدة، وذلك للمرة الأولى منذ العام 2010، بعد جهود دبلوماسية أفضت إلى إعادة دمشق إلى محيطها العربي، وبعد عزلة استمرّت أكثر من 11 عامًا على خلفية النـ ـزاع المـ ـدمّر في سوريا.
وقال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي شارك الأربعاء في اجتماع تحضيري للقمة عقده وزارء خارجية الدول العربية في جدة، رداً على سؤال لقناة “الجديد” التلفزيونية اللبنانية، إن الأسد “سيأتي لحضور هذه القمة، إن شاء الله”.

إلا أنّ مشاركة الأسد في قمة جدة لا تضمن إحراز تقدّم في التوصل الى حلّ لإنهاء الحـ ـرب في سوريا.

وكان تلقى الأسد الأربعاء 10 مايو 2023 دعوة رسمية من المملكة العربية السعودية للمشاركة في القمة العربية التي تعقد في مدينة جدة، وفق ما أعلنت الرئاسة السورية، في أول دعوة تتلقاها دمشق منذ اندلاع الـ ـنزاع. وأوردت الرئاسة أن الأسد تلقى “دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة للمشاركة في الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، وتسلم الأسد الدعوة من سفير السعودية في الأردن نايف السديري.

في جدّة، أعرب السفير حسام زكي، مساعد الأمين العام للجامعة العربية، عن تفاؤله بـ”قمة التجديد والتغيير”. وقال لصحافيين الأربعاء “السعودية تشهد حالة نشاط دبلوماسي وسياسي طيّب ومبشر، ورئاستها للقمة العربية ستكون رئاسة نشيطة حريصة على المصلحة العربية”.

موجة مصالحة

وتسارعت التحولات الدبلوماسية على الساحة العربية بعد اتفاق مفاجئ بوساطة صينية أُعلن عنه في العاشر من آذار/مارس وأسفر عن استئناف العلاقات التي كانت مقطوعة بين السعودية وإيران، وبعد أقل من أسبوعين على إعلان استئناف العلاقات، قالت السعودية إنها بدأت محادثات حول استئناف الخدمات القنصلية مع سوريا، الحليف المقرب من إيران، قبل أن تعلن قرار إعادة فتح بعثاتها في سوريا.
وأكد وزراء الخارجية العرب في البيان الذي أصدروه في السابع من أيار/مايو وأعلنوا بموجبه إعادة سوريا الى شغل مقعدها في الجامعة، “الحرص على إطلاق دور عربي قيادي في جهود حل” الأزمة السورية وانعكاساتها وضمنها أزمـ ـات اللـ ـجوء وتهريب المـ ـخدرات و”خـ ـطر الإرهـ ـاب”، كما قرّر المجتمعون تشكيل لجنة وزارية تعمل على مواصلة “الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للأزمة السورية”.

وقال المقداد ردا على سؤال للجديد حول “شروط لإعادة الإعمار وعودة اللاجئين”، “نحن لم نقم بالاستجداء، ولن نقوم بذلك (…)، وقمنا بحرب ضد الإرهـ ـاب. ومن أراد المساعدة أهلا وسهلا”، رافضا الكلام عن “شروط”.

وحضرت أزمة اللاجئين في مباحثات جانبية أجراها المقداد مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب. وقال المقداد، وفق تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، “أكدنا على أن اللاجئين السوريين يجب أن يعودوا إلى وطنهم وهذه العودة تحتاج إلى إمكانيات”، ويعيش نحو 5,5 مليون لاجئ سوري مسجلين في لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر، وفق الأمم المتحدة.

وفي اتصال هاتفي مع إذاعة مونت كارلو الدولية قال المحلل السياسي الكويتي حسين جمال إن هنالك ترحيب كبير من دول مجلس التعاون الخليجي بخطوات المصالحة في المنطقة، لأن الدول العربية مشتتة، وغير قادرة على توحيد صفوفها بسبب ما جرى خلال السنوات العشر الماضية.

وأضاف “جمال” إن هنالك حالة من الاستياء من استمرار التوتر في المنطقة لذا فإن المملكة العربية السعودية تقود ما يمكن تسميته مرحلة التسويات والتهدئة وبدء مرحلة جديدة من بناء الدول واقتصاداتها، وعدم الدخول في مناكفات أمنية وعـ ـسكرية وسياسية.
وعُلّقت عضوية دمشق في جامعة الدول العربية ردا على قمعها الاحتـ ـجاجات الشعبية التي خرجت في العام 2011 الى الشارع قبل أن تتحوّل إلى نـ ـزاع دام أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص.

تحول في السياسة السعودية

ومن المتوقّع أن تتصدّر جدول أعمال القمة أزمتان رئيسيتان اليمن والسودان: وأما بخصوص اليمن، أفاد السفير السعودي لدى اليمن محمّد آل جابر في مقابلة مع فرانس برس أنّ أطراف النزاع في اليمن “جديون” بشأن إنهاء الحـ ـرب المدمـ ـرة، لكن يصعب التنبؤ بموعد إجراء محادثات مباشرة مع الحوثيين.

وتُعقد القمة العربية على مستوى القادة في جدة حيث يتفاوض ممثلو الطرفين السودانيين منذ نحو عشرة أيام، برعاية مسؤولين أميركيين وسعوديين، فقد توصّل طرفا الـ ـنزاع في السودان الأسبوع الماضي إلى اتفاق “إنساني” لتمرير المساعدات الإنسانية وضمان خروج المدنيين من مناطق النـ ـزاع، لكنهما عجزا عن التوصل الى هدنة، وذلك خلال مفاوضات وصفها مسؤول أميركي بأنها “صعـ ـبة جدا”.

كما تدفع السعودية نحو اتفاق سلام في اليمن بين الحوثيين والحكومة التي تدعمها على رأس تحالف عسكري يشارك في العمليات العـ ـسكرية منذ العام 2015.

وبخصوص اليمن، أفاد السفير السعودي لدى اليمن محمّد آل جابر في مقابلة أخيرا مع فرانس برس أنّ أطراف الـ ـنزاع في اليمن “جديون” بشأن إنهاء الحرب المدمرة، لكن يصعب التنبؤ بموعد إجراء محادثات مباشرة مع الحوثيين.

وقال توربيورن سولتفيدت من شركة فيرسك مايبلكروفت الاستشارية إنّ هناك القليل من الشك حول نهج السعودية الدبلوماسي فيما يتعلق بالقمة وما بعدها، متحدثا عن “دلائل واضحة” على أن السعودية تبتعد عن سياستها الخارجية المغامرة سابقاً وتسعى لإعادة اكتشاف نفسها كوسيط دبلوماسي رئيسي في المنطقة، لكنّه أضاف أنّ “الحكم لا يزال بعيدا” بشأن ما إذا كانت هذه المهمة ستنجح.

ADARPRESS #

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى