أخبارمنوعات

حبس دولة الاحتلال التركي لمياه الفرات يسبب خسارة كبيرة لمزارعي القطن في الرقة ودير الزور


أوضح مزارعو القطن في الرقة وريف دير الزور الشرقي، أن إنتاج القطن هذا العام قليل جداً ولا يغطي تكاليف زراعته، حيث تحبس دولة الاحتلال التركي مياه الفرات العماد الأساسي للأراضي المروية في المنطقة.

يعدّ القطن من المحاصيل الاستراتيجية والمهمة، حيث يؤمّن فرص عمل للآلاف من الأهالي في مجالاته الصناعية والزراعية والتجارية، إلا أن زراعته تراجعت بشكل كبير في منطقة حوض الفرات، لتنخفض نسبة زراعته عاماً بعد عام، في شمال وشرق سوريا.

أسباب كثيرة أثّرت على زراعة القطن في شمال وشرق سوريا، أهمها خفض دولة الاحتلال التركي لمنسوب مياه نهر الفرات، ومعروف أن القطن من المحاصيل التي تحتاج لأكثر من 12 ريّة على الأقل لضمان نجاح المحصول.

ومنذ بداية شهر أيلول، بدأ مزارعو الرقة وريف دير الزور الشرقي بجني محصول القطن، لكن لم يتجاوز إنتاج الدونم الواحد200 كغ، وبحسب ما أفاد به عدد من المزارعين لوكالتنا فإن تكلفة الدونم الواحد من القطن بلغت 600 ألف ليرة سورية، وهذا ما شكل خسارة كبيرة للمزارعين هذا العام.

وبهذا الصدد، رصدت وكالتنا آراء بعض مزارعي القطن في الرقة وريف دير الزور الشرقي، حيث قال المزارع أحمد الجاسم، من الرقة “إنتاج القطن هذا الموسم سيئ جداً، إذ يراوح بين 70 و200 كغ للدونم الواحد.

وأشار “أسعار المبيدات مرتفعة جداً، وكذلك الأسمدة والبذور. كان حمل القطن جيداً، لكن اجتاحت دودة القطن المحاصيل وتضررت وفقدت أكثر من نصف حملها”.

وأضاف الجاسم “كذلك يشكل ارتفاع أجور اليد العاملة، عبئاً آخر على المزارع، حيث تبلغ أجرة العامل لليوم الواحد 12 ألف ل. س، وهذا ما سيمنعنا من زراعة القطن الموسم القادم”.

المزارع عبد العيدان، أحد مزارعي القطن في ريف دير الزور الشرقي قال “لدي 20 دونماً، قمت بزراعتها بالقطن، لكن إنتاجها ضعيف للغاية، ولا يغطي تكاليف الزراعة”.

وأوضح “أن وزن القطن هذا العام خفيف، والإنتاج قليل بشكل عام؛ كنا نقوم بريّه عن طريق الآبار؛ لأن أراضينا لا تصلها مياه نهر الفرات لانخفاض منسوبها بعد حبسها من قبل دولة الاحتلال التركي”، مضيفاً “ما ينعكس سلباً على الإنتاج؛ لأن ريّها عن طريق الآبار يسبب تملحاً في الأرض، ولا تنتج جيداً”.

وبيّن العيدان “نشتري كيس السماد بـ 160 ألف ل. س، ويحتاج الدونم الواحد من القطن إلى كيس سماد على الأقل”.

وشدد العيدان على ضرورة مراقبة أسعار القطن في ريف دير الزور “التجار يتلاعبون بالأسعار، ويصل سعر الكيلو إلى نحو3500 ل. س، على الرغم من تسعيرته من قبل الإدارة الذاتية بـ 4300 ل. س”.

في ختام حديثه، طالب العيدان “هيئة الزراعة في الإدارة الذاتية بدعم المزارعين وتوفير المياه والأسمدة والأدوية والبذار المحسّنة وإصلاح الجمعيات الزراعية في ريف دير الزور الشرقي لضمان نجاح الزراعة في المنطقة”.

بدوره، قال المهندس الزراعي راضي المحمد “إن الآفات الحشرية أصابت محصول القطن وأثرت على إنتاجه في ريف دير الزور الشرقي، مثل دودة القطن ودودة المنّ، بالإضافة إلى الحشرات التي تسكن داخل زهرة القطن”.

وأشار “هذه الآفات تحتاج إلى الرش بالمبيدات أكثر من 5 مرات، وكل مرة يخسر المزارع 50 ألف ل. س، وأضاف “إن السقاية من مياه نهر الفرات أفضل من السقاية من الآبار، فهي تزيد الإنتاج من 30 إلى 40%، لكن حبسها من قبل دولة الاحتلال التركي أثّر سلباً على زراعاتنا”.

ADARPRESS#

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى