أخبار

الحـ.ـكومة الانتقالية تتـ.ـجاهل أعيـ.ـاد المكونات السورية وترسـ.ـخ نـ.ـهج النظـ.ـام السابق

أثارت مراسيم جديدة صادرة عن رئاسة الحكومة الانتقالية في سوريا موجة من الاستياء بين المكونات القومية والدينية في البلاد، بعد أن أقصت العديد من الأعياد القومية والدينية التي تمثل المكونات الأصيلة في المجتمع السوري، معتبرةً ذلك استمراراً لنهج الإقصاء والتهميش الذي اتبعه النظام السوري سابقاً.

وبحسب المرسوم الخاص بيوم العطلة الرسمية ذو الرقم “188” لعام 2025، تم تجاهل ذكر عيد نوروز، الذي يصادف في الـ 21 من آذار من كل عام، وهو عيد قومي مقدس لدى الشعب الكردي في سوريا والعديد من أجزاء كردستان المحتلة، وحتى أنه يُحتفل به أيضاً في عدد من الدول مثل إيران وأفغانستان وأذربيجان ودول آسيا الوسطى.

ويُعدّ نوروز رمزاً للحرية والتجدد والانبعاث لدى الكرد، وقد اعترفت منظمة اليونسكو عام 2010 بعيد نوروز ضمن قائمتها للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، معتبرة يوم 21 آذار يوماً دولياً للاحتفال به.

ورغم هذا الاعتراف العالمي، واصلت الحكومة الانتقالية في سوريا السير على خطى النظام السوري السابق، الذي كان قد أصدر المرسوم رقم 104 لعام 1988، معتبراً يوم 21 آذار “عيد الأم”، دون الإشارة إلى خصوصية عيد نوروز القومية بالنسبة للكرد، وهو ما عُدّ حينها محاولة لتهميش الهوية الكردية في سوريا.

كما تجاهل المرسوم الجديد عيد أكيتو، العيد القومي للسريان والآشوريين والكلدان، الذي يصادف الأول من نيسان من كل عام، وهو من أقدم الأعياد في تاريخ البشرية، إذ تعود جذوره إلى أكثر من أربعة آلاف عام في حضارات بلاد ما بين النهرين.

ويجسد أكيتو معنى تجدد الحياة والخصوبة وبداية العام الجديد، ويمثل رمزاً للهوية الثقافية والوجود القومي للسريان والآشوريين في المنطقة.

وفي الوقت الذي سمحت فيه الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا بإحياء عيد نوروز، وخصصت له يومًا رسميًا، وكذلك عيد أكيتو، الذي أُقيم علنًا بمشاركة جميع المكونات، فإن تجاهل الحكومة الانتقالية لهذين العيدين عُدّ خطوة نحو تهميش المكونات التاريخية للشعب السوري.

كذلك، لم يتضمن المرسوم عيد “الفرح بالله” للطائفة المرشدية، الذي يمتد من 25 إلى 27 آب من كل عام، وهو من أهم المناسبات الدينية لديهم، تخليداً لإطلاق الدعوة على يد مؤسس الطائفة مجيب سلمان المرشد عام 1951.

كما شمل إلغاء بعض المناسبات السورية الوطنية، من بينها عيد الشهداء، الذي يصادف السادس من أيار، وهو اليوم الذي أعدم فيه العثمانيون عدداً من المثقفين والمناضلين السوريين في ساحة المرجة بدمشق، إضافة إلى يوم المعلم العالمي الموافق للخامس من تشرين الأول، والذي يُعد مناسبة لتكريم العاملين في قطاع التعليم.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوات تعكس سياسة ممنهجة لإلغاء التعددية الثقافية والهوية المتنوعة التي تشكل جوهر المجتمع السوري، مؤكدين أن أي عملية سياسية أو صياغة دستور جديد تتجاهل حقوق جميع المكونات القومية والدينية لن تكون عادلة ولا شرعية.

كما عبّر عدد من ممثلي المكونات في شمال وشرق سوريا عن استيائهم من هذه السياسات، مؤكدين أن الإقصاء المتكرر يهدد النسيج الوطني السوري، ويعيد إنتاج المركزية التي همّشت لعقود طويلة شعوب المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى