تركـ.ـيا تزيد من رواتـ.ـب مرتـ.ـزقتها داخل سلـ.ـطة دمشق بنـ.ـسبة 50 بالمئة.. ما المـ.ـقابل؟

كاردوخ بيكس
عندما نتحدث عن سيادة الدولة السورية، هنا علينا التذكير بأن للسلطة الحاكمة السيطرة التامة على كامل الجغرافية السورية، وأن كامل أراضيها تحت سيطرتها، ولا سيطرة لدولة أخرى على سوريا.
لنترك الاحتلال التركي لعفرين وسري كانييه وكري سبي/ تل أبيض وأعزاز وجرابلس والباب في الشمال السوري، ولنترك اقتطاع خليج اسكندرون في الشمال الغربي، ولنترك الجولان في الجنوب الغربي، ولنترك السويداء ودرعا والقنيطرة وجبل الشيخ؛ ولنتحدث عن عمق التدخل التركي في الشأن السوري، من حيث السيطرة على قرارات الرئيس الانتقالي ووزرائه، الخارجية والدفاع والاستخبارات والاتصالات، ولنخصص حديثنا اليوم عن وزارة الدفاع، ومدى التوغل التركي في كينونتها وصبغتها وانتمائها، و(وطنيتها)، وأيديولوجيتها.
انطلاقاً من مقولة “من فمك أدينك”.أحببت أن أنوه إلى أمر بالغ الأهمية لدولة الاحتلال التركي، وتوغلها وتمرير أجنداتها التوسعية الاحتلالية في سوريا.
أرطغرل أوزكوك، الصحفي والكاتب التركي في حوار مع وزير المالية التركي محمد شيمشك، وعند طرحه سؤالاً كان قد طُرِحَ سابقاً كمعلومات استخباراتية تقوم بها جهات نافذة في أمريكا؛ حول ما إذا كانت الدولة التركية قد قامت بزيادة رواتب قسم من جنود ما يسمى بالجيش السوري الحر في سوريا بنسبة 50 بالمئة؛ أجاب قائلاً لقد كانت هناك (مطالبة) أمامي منذ العاشر من شهر أيلول/ سبتمبر، أي قبل حوالي عشرين يوماً من كتابة هذا المقال؛ وهذا دليل وتأكيد على أن دفع الرواتب ما زال جارياً، وأن الطلب جاء للزيادة فقط وليس لدفع الرواتب.
“أرطغرل أوزكوك” استند على معلومات نشره موقع Tororism Monitor والذي يعني “مراقب الإرهاب”، ومالك الموقع الإلكتروني هذا هي منظمة تدعى “مؤسسة جيمستاون” الفكرية، ومقرها الولايات المتحدة، يختص الموقع بمتابعة الإرهاب في العالم في طرح سؤاله هذا، والذي حيث يجري الموقع تحليل الاتجاهات للولايات المتحدة وحلفائها، وهي منظمة غير ربحية يقع مقرها الرئيسي في واشنطن العاصمة، ومهمتها هي إعلام صناع القرار والجمهور من خلال تحليل الأحداث والاتجاهات في البلدان ذات الأهمية الاستراتيجية للولايات المتحدة وحلفائها، وتقدم تقارير تحليلية، ومراقبة منتظمة مثل “China Brief” و”Eurasia Daily Monitor” و”Terrorism Monitor”.
وتتحدث بعض المصادر عن ارتباطها بوكالة المخابرات المركزية”، و”القرب من أيديولوجية المحافظين الجدد”، ونشر تحليلات تدعم السياسة الخارجية الأميركية.
وكان تحليلها الذي نشر في العاشر من شهر أيلول تحت عنوان “ما تزال فرقتا العمشات والحمزات المدعومتان من تركيا نشطتين في سوريا” خير دليل على المعرفة التامة لما تقوم به استخبارات دولة الاحتلال التركي، وما تخطط له في سوريا، نتيجة لثقل هذا الموقع ومدى تأثيره ومصداقيته على خلفية ارتباطه بمراكز القرار في أمريكا.وكلنا يعلم أن هاتين الفرقتين هما اللواءين 62 و76 من تشكيلات ما يسمى بالجيش السوري الجديد.
حيث كان لواء مرتزقة ما يسمى بالسلطان سليمان شاه، أحد مكونات ما يسمى بالجيش السوري الحر في السابق، وكان يُعرف أيضًا باسم “العمشات”.
وكذلك فرقة الحمزات، في قائمة الإرهاب الدولية، ومع ذلك، مع تولي أحمد الشرع السلطة الانتقالية في دمشق، وإعادة هيكلة ما يسمى بالجيش السوري مطلع العام، ضم كلا الفصيلين التابعين لما يسمى بالجيش السوري الحر إلى ما يسمى بالجيش الوطني الجديد.
كما أن أسماء هاتين المجموعتين وردت في تقرير الأمم المتحدة الذي أعد بعد مجازر الساحل السوري.
كما هاجمت وتهاجم هذه الفصائل قوات سوريا الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا، تلبية لرغبة اردوغان لضرب هذا المشروع الديمقراطي في المنطقة.
والنقطة الفارقة هنا كيف لدولة أن تدعم لواءين عسكريين في دولة أخرى، وتتكفل بدفع رواتبهم الشهرية، وخاصة إن كانا على قائمة الإرهاب الدولية، وارتكبوا مجازر بحق أقليات، ثم ما المقابل من زيادة رواتبهم بنسبة خمسين بالمئة، ولمن سيكون الولاء في هذه الحالة؟
يقول أرطغرل أوزكوك: أين البرلمان التركي من هذه القرارات؟ “أعتقد أنه عندما يتم تقديم الدعم المالي للأغراض العسكرية، فيجب على الأقل تقديم هذه المعلومات له.إذا كان الأمر صحيحًا، فيجب نشره للعامة، وإذا لم يكن كذلك، فيجب إرسال إنكار ونفي للموقع الذي قَدَّمَ هذا الادعاء.
لأن رفع رواتب جماعتين مدرجتين في تقارير الأمم المتحدة وقوائم عقوبات الاتحاد الأوروبي، وكأنها مكافأة لهما، ليس أمراً جيداً بالنسبة لتركيا.ثم ما موقف إسرائيل من دعم هذين الفصيلين الإرهابيين؟
وهل ستستخدمهم تركيا لضرب إسرائيل ومصالحها، وتهديد حدودها؟ما الموقف الروسي من القوى التي تدعمها تركيا في سوريا، خاصة بعد الضرر الذي لحقها بعد تنفيذ تركيا مشروع غاز أذربيجان – أرمينيا – تركيا – أوربا؟
ما موقف الأقليات السورية، الكرد العلويين والدروز والمسيحيين من دعم تركيا لفصائل ارتكبت بحقهم المجازر وما زالت؟ما المسار الذي رسمه ترامب لأردوغان بعد اللقاء الأخير به في أمريكا على هامش جلسة الأمم المتحدة؟
أين الدول العربية، وخاصة مصر من دعم أردوغان المتطرفين والجهاديين والسلفيين في سوريا؟
هل سيستخدمهم أردوغان في هجوم جديد على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، متجاهلاً تصريحات القائد الكردي عبد الله أوجلان وخطوطه الحمراء؛ ويطيح بعملية السلام في شمال كردستان وتركيا؟
أسئلة ربما ستتضح معالم الإجابة عليها قادم الأيام.