أخبارمانشيت

كونفرانس انتفاضة شيخ سعيد 1925 يدخل يومه الثاني

بدأ يوم أمس، في الذكرى المئوية للمقاومة التي قادها الشيخ سعيد عام 1925 والتي تحظى بأهمية تاريخية لدى الشعب الكردي، الكونفرانس الذي يستمر في يومه الثاني، حيث يتم مناقشة مواضيع مثل آثار المقاومة على مختلف مناطق كردستان، وعمليات النفي والهجرة والديناميكيات السياسية والاجتماعية التي تطورت بعد المقاومة.

بدأ الكونفرانس في يومه الثاني بجلسته الرابعة، وأدارت الكونفرانس “كوبرا ساغر” وقدم الكاتب والباحث “محمد بيرق” عرضاً تقديمياً بعنوان “خطط تعديل الشرق وأثرها على واقعنا”، وصرح بيرق قائلًا: “ظهرت وثائق ومعلومات جديدة تتعلق بانتفاضة عام ١٩٢٥، وتُظهر هذه الوثائق، على عكس التصريحات الرسمية للدولة، تم القبول بنهج طائفي وإنكاري وقمعي في الخطط السرية، وتقبل هذه الوثائق السرية بالعديد من الحقائق التي يتم رفضها علناً، ويوضح هذا الوضع في تركيا هيكل السياسات المزدوجة للدولة تجاه الكرد، فعلى الرغم من أن الشعب الكردي من أقدم شعوب هذه البلاد، إلا أنه واجه سياسات القمع والنفي والاستيعاب منذ القرن التاسع عشر”.

لقد أعدت كوادر الاتحاد والترقي وثائق وكتب مزيفة وتقارير مضللة، من أجل إنكار التاريخ والهوية ووجود الشعب الكردي، في هذه الوثائق تم وصف الشعب الكردي كـ “كمجموعة تهديد”، وتشمل الإجراءات المتخذة ضدهم أساليب مثل النفي والتدمير الثقافي والاستيعاب، خلال هذه الفترة، تم تنفيذ سياسة “التطهير العرقي والديني” خطوة بخطوة، أصبحت هذه سياسة للنظام التركي الجديد، الإدارة الكمالية طبقت ذلك، القائد في إعداد هذه التقارير هو طلعت باشا ومحيطه، بناءً على ذلك، تم تكليف ضياء غوك آلب بإعداد أعمال مزيفة تعتبر فيه بأن لا وجود للتاريخ والوجود للشعب الكردي، كان الهدف هو تجاهل هوية الكرد ومحو تاريخهم، تحولت هذه المعلومات المزيفة والتشويه إلى سياسة خلال النظام الكمالي، والآن أصبح هذا خطة للدولة.

كما قدّم الأستاذ المساعد “إبراهيم ملا زادة” عرضاً تقديمياً حول موضوع “الأثر السياسي والاجتماعي لانتفاضة الشيخ سعيد على جنوب كردستان”، وأوضح ملا زادة أنه على الرغم من أن الانتفاضات في جنوب كردستان لم تفتح الطريق بشكل مباشر أمام أية احتجاجات، إلا أنها كان لها أثر سياسي واجتماعي كبير، وقال: “يمكننا القول إنه خلال تلك الفترة، أُغلِقَت حدود جنوب كردستان، لم تكن الظروف ووسائل الاتصال كما هي عليه اليوم، لأنه لم تكن هناك مشاركة مباشرة من جنوب كردستان، ولكن بعد الانتفاضة، توافد العديد من الشخصيات الكردية البارزة إلى جنوب كردستان، وكان لخبراتهم ومعلوماتهم السياسية تأثير كبير على جنوب كردستان”.

وقدّم الدكتور “آزاد حاج آغاي” عرضاً بعنوان “الحركة الشعبية في شرق كردستان بين الماضي والمستقبل: انتفاضة الشيخ سعيد”، ولفت آغاي في حديثه الانتباه إلى تطور الحركات الثقافية والسياسية التي نمت في إسطنبول في التسعينيات وآثارها على شرق كردستان، وأوضح آغاي إلى أن العديد من المثقفين والسياسيين الكرد من شرق كردستان قدموا إلى إسطنبول في تلك الفترة، وتواصلوا مع مؤسسات ودار النشر الكردية، وقال بهذا الصدد: “هذه الاتصالات ساهمت بشكل كبير في تطور الحركة السياسية الكردية، وعلى وجه الخصوص، فإن الأنشطة التي كانت تتمحور حول إسطنبول – شرق كردستان والمنشورات المكتوبة والأبحاث السياسية التي كانت تتمحور حول شرق كردستان ساهمت في تشكيل سياستها، وفي القرن العشرين أصبح شمال كردستان مركز السياسة الكردية وعلى وجه الخصوص، فإن تطور السياسة الكردية المتمركزة في إسطنبول كان له تأثير على شرق كردستان”.

وأوضح آغاي أن الأدلة الوثائقية لانتفاضة الشيخ سعيد المرتبطة مباشرة بشرق كردستان محدودة، ولكن ذكرت صحيفة نشرت في روسيا في ذلك الوقت أن الكرد الذين يعيشون في منطقة أذربيجان في إيران كانوا يستعدون للمشاركة في الانتفاضة، وذكر آغاي أن السياسيين والمقاومين الذين أتوا من شمال كردستان إلى شرق كردستان بعد الانتفاضة ساهموا أيضاً في تأسيس جمهورية مهاباد الكردية، وأن الشيخ سعيد ذُكر بالثناء الكبير وتبنته المجلة التي كانت تصدر في عهد جمهورية مهاباد.

وقدّم الحقوقي والكاتب “شورش درويش” عرضاً بعنوان ”آثار انتفاضة عام 1925 على الكرد في روج آفا وسوريا“، وقال: “خلال الحقبة الفرنسية على وجه الخصوص، كان الكثافة السكانية في الجزيرة وما حولها من الكرد، كما تطورت فكرة إقامة دولة في ذلك الوقت، وكان للسياسيين الذين انتقلوا إلى سوريا بعد انتفاضة الشيخ سعيد دور كبير في هذه الجهود، ولكن تطورت علاقات الدولة التركية مع فرنسا بشكل كامل حول منطقة روج آفا، كما طبّق الفرنسيون، بناءً على طلب الدولة التركية، سياسة تقييد نفوذ الكرد في المنطقة، وحاولوا إبقاء الكثافة السكانية للكرد في القرى والبلدات بشكل رئيسي، واتضح ذلك بشكل خاص في الحسكة، ففي عام 1921 رُسمت الحدود مع الدولة التركية، ولكن لم يتم الانتهاء من ذلك إلا في عامي 1923 و1925، هنا نرى أن هناك تدخل معادي ضد الكرد، حيث تم تطبيق سياسات خاصة ضد الكرد، فقد كان لانتفاضة الشيخ سعيد تأثير كبير على روج آفا وما تزال مستمرة حتى يومنا هذا، ولطالما تطورت النقاشات السياسية وتأسيس الأحزاب بفضل إرث تلك الحقبة، وهذا الأمر ما يزال مستمراً أيضاً حتى يومنا الحالي”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى