أخبارمانشيت

مدينة إيسن الألمانية تخرج 300 تلميذة وتلميذ من برنامج تعليم اللغة الكردية

بعد تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا، وما أبدته من اهتمام باللغة الأم، وضرورة تعليمها للأجيال الكردية القادمة، والإصرار على عدم ترك اللغة الأم واعتبار اللغة هي الوجود والهوية، ركزت الكثير من الجاليات الكردية في دول الشتات بتعليم أطفالهم لغتهم الأم، فقد شهدت مدينة إيسن الألمانية، مساء الثلاثاء 24 حزيران 2025، حدثًا ثقافيًا وتربويًا استثنائيًا تمثّل في حفل تخريج 300 تلميذة وتلميذ من أطفال الجالية الكردية، ممّن تابعوا دروس تعليم لغتهم الأم – الكردية – في إطار رسمي داخل المدارس الألمانية، وتحديدًا في Grundschule an der Heinrich-Strunk-Straße.

هذا المشروع، الذي انطلق قبل أعوامٍ في المدينة، بات يضم مئات الطلبة موزعين على أربع مدارس، ويحمل أهمية خاصة لدى الجالية الكردية، حيث إن اللغة الكردية تُحتسب علاماتها ضمن المعدل العام للطلاب في تقييمهم المدرسي الرسمي، ما يرفع من حوافز الاهتمام بها، إلى جانب بعدها الهوياتي والثقافي.

الحفل أُقيم بمبادرة من أسر الطلاب وبإشراف المنسقين:

متين دورسن، آراس اليوسف، كرم اليوسف، وهلبست إبراهيم،

في حين يتولى تعليم اللغة الكردية المدرّس المختص إسماعيل يلماز.

تميّز الحفل بأجوائه الاحتفالية والوجدانية الغنية، وتخللته:

مسابقات وألعاب تراثية

عروض رياضية وفنية

رقصات وغناء كردي

تقديم وجبات كردية تقليدية للحاضرين

توزيع الشهادات على الخريجين من قبل المدرّس إسماعيل يلماز

منح ميداليات تقديرية للمتفوقين

وحضره عدد كبير من العائلات الكردية في المدينة، إلى جانب الشخصية الكردية المعروفة أ. صديق شرنخي، الذي أثنى في كلمته المقتضبة على أهمية تعليم اللغة الكردية في بلاد الاغتراب، واعتبر هذا المشروع خطوة متقدمة في طريق الحفاظ على الهوية الكردية الحية.

وفي ختام الفعالية، وجّه المنظمون نداءً مفتوحًا إلى الأهالي والجاليات الكردية في المدن الألمانية كافة، يدعون فيه إلى تفعيل هذا النموذج التربوي في كل مدينة يتواجد فيها الكرد، وخاصةً في المدن الكبرى التي – رغم كثافتها – ما تزال تفتقر إلى مبادرات مشابهة. وأكّدوا أن استمرار هذا البرنامج وضمان تطوّره يعتمد أولاً على دعم الأسر، وتكاتف الجهود داخل الجاليات الكردية، بعيدًا عن أي انتظار لدعم حكومي من الدول الأم، التي في معظمها لا تعترف بحقوق الشعب الكردي.

هذا اليوم لم يكن مجرد حفل مدرسي، بل لحظة رمزية عالية الدلالة في مسيرة الحفاظ على اللغة والكرامة والانتماء.

وتجدر الإشارة بأن هناك مشروع لإنشاء أول جامعة كردية في ألمانيا، ومن المتوقع أن تبدأ الدراسة فيها عام 2026. ستكون هذه الجامعة الأولى من نوعها في أوروبا، وستركز على تقديم تعليم أكاديمي باللغة الكردية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى