سبعون درجة مئوية في خـ.ـيمة بلا وطـ.ـن: صيف أطفال و مسنّي سري كانيه

مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بشكل لافت، تتفاقم معاناة الآلاف من مهجري مدينة سري كانيه/رأس العين، الذين يقيمون في مخيمات لا توفر لهم أدنى حماية من لهيب الصيف القاسي. وفي ظل انقطاع التيار الكهربائي وانعدام وسائل التبريد، تتضاعف معاناة السكان يوماً بعد يوم.
تضم هذه المخيمات أعداداً كبيرة من الأطفال وكبار السن، لكنّ هذا المشهد الإنساني المؤلم لا يبدو أنه يحرّك ضمير المجتمع الدولي أو منظمات حقوق الإنسان.
عند زيارة المخيمات، قد تلمح امرأة مسنّة تجلس أمام خيمتها، تهزّ سرير حفيدها تحت قطعة قماش بسيطة علّها تقيهم حرارة الشمس.
داخل الخيام، لا تُطاق درجات الحرارة، ما يدفع الأهالي إلى الخروج والجلوس في العراء بحثًا عن قليل من الهواء.
في أرجاء المخيم، ترى كبار السن يحتمون بظلال الخيام، بينما يلجأ الأطفال إلى رش المياه على أجسادهم لمحاولة التخفيف من الحرارة التي أنهكتهم تحت أشعة الشمس.
يُقدّر الأهالي أن الحرارة داخل الخيام البلاستيكية تتجاوز الـ70 درجة مئوية، في ظل غياب كامل لأي وسيلة تبريد أو رعاية صحية ملائمة. هذه الظروف تؤدي إلى تفشي الأمراض بين الأطفال، فيضطر ذووهم إلى استخدام كمادات باردة بشكل مستمر لحمايتهم من أمراض خطيرة مثل السحايا أو الاختلاجات الحرارية.
ورغم هذه المعاناة اليومية، يبقى حلم العودة إلى الديار ساكناً قلوب المهجّرين، أملاً يرفض أن يموت.
وبعد سقوط النظام البعثي في أواخر عام 2024، انضوت جميع الفصائل المسلحة تحت مظلة وزارة الدفاع التابعة لحكومة دمشق، بما فيها الفصائل الموالية لتركيا التي تسيطر على مدينة سري كانيه منذ عام 2019. ورغم هذا التغيير، لم تتخذ دمشق أي خطوة حقيقية لإعادة المهجّرين إلى منازلهم.