تقاريرمانشيت

“حـ ـرب عالمية مصغرة” على خط القامشلي – دير الزور – أربيل

نشر معهد “دراسة الحرب” التابع لـ “البنتاغون” تقريراً يقول فيه إن “داعـ ـش” يتعافى ويعزز وجوده في دمشق وبغداد

تشهد الحدود السورية – العراقية منذ نحو عام وخصوصاً في الأشهر الأخيرة، تحركات عسكرية خطـ ـيرة، تركزت على خط دير الزور – البوكمال، وفي محيط مدينة القامشلي على ضفتي نهر الفرات الذي يمرّ عبر الأراضي السورية، وهذا يشير إلى أنه لا بدّ من توسيع دائرة الصـ ـراعات والهـ ـجمات العسكرية، إضافة إلى أحداث العنف التي حصلت وتحصل في بغداد والأنبار وإقليم كردستان – العراق، وإذا أضفنا حادثة الثالث من يناير (كانون الثاني) الجاري التي وقعت بسبب الهجوم الانتحاري الذي قام به أحد مسلحي تنظيم “داعش” بالقرب من قبر قائد “فيلق القدس” السابق قاسم سليماني في مدينة كرمان بإيران، وتسبب بمقتل أكثر من 100 شخص، يمكننا أن نرى أن كل هذه الأحداث ما هي إلا انعكاس للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
سبق أن أعلن رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي أن “داعش صناعة أميركية”، وفي تعليقه على هجوم كرمان قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن المنظمة التي نفذت الهجوم “مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل”، سبقت ذلك أحداث عدة صبّت الزيت على النار، منها قتل إسرائيل القيادي الإيراني رضى موسوي في العاصمة السورية دمشق، واغتيال تلّ أبيب القيادي البارز صالح العاروري في العاصمة اللبنانية بيروت.
في يوليو (تموز) 2019، نشر معهد “دراسة الحرب” التابع لوزارة الدفاع الأميركية تقريراً يقول فيه إن تنظيم “داعش” يتعافى ويعزز وجوده في سوريا والعراق، وبحسب مصادر أميركية، يبلغ عدد فلول “داعش” المنتشرين في البادية نحو سبعة آلاف عنصر، وفي 28 ديسمبر (كانون الأول) 2023، نفذت القوات الكردية المدعومة أميركياً هجوماً استهدفت فيه القيادي في “داعش” أبو عبيدة العراقي، المعروف أيضاً باسم “أبو معاوية”.
في الأول من يناير 2024، قتل 15 عنصراً للجيش السوري والعناصر الإيرانيين، وأصيب نحو 20 آخرين في اشتباكات مع “داعش” في مناطق وسط وشرق سوريا، وفي التاسع من يناير، قتل 14 عنصراً في اشتباكات مماثلة.
في 27 ديسمبر 2023، أفاد بيان صادر على الموقع الرسمي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بأنه، خلال شهرين، قتل ثمانية مدنيين وأصيب العشرات في 40 هجوماً نفذها الجيش التركي بسبع طائرات حربية و33 طائرة مسيرة.
في الفترة ما بين 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والثالث من يناير 2024، نفذت الطائرات المسيرة التركية والمدافع بعيدة المدى 179 ضربة على إجمالي 121 هدفاً مختلفاً، واستهدفت الضربات التركية، بشكل خاص، منشآت الغاز والكهرباء والنفط ومستودعات الحبوب في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”.
الآن لنلخص التطورات الأخيرة: صدت “قسد” هجمات على نقاط التفتيش والدوريات التابعة للقوات السورية، وبالمقابل، وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية و”قسد” على الضفة الغربية لنهر الفرات، وفي الثاني من يناير 2024، أحبطت “قسد” محاولة تسلل للقوات السورية إلى مناطق سيطرتها.
من جهة أخرى، أعلنت ما تسمى بـ “المقاومة الإسلامية في العراق”، وهي جماعة شيعية مسلحة، أنها نفذت 15 هجوماً على مطار أربيل الدولي، وهجومين على مطار حرير منذ 17 أكتوبر الماضي، فيما أعلن المسؤولون الأميركيون أنهم تعرضوا لما مجموعه 61 هجوماً في الفترة ما بين 17 أكتوبر و18 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، منها 29 من العراق و32 من سوريا، ثم ارتفع العدد بعد ذلك إلى 80 هجوماً.
بتاريخ 16 يناير 2024، نفذ الحرس الثوري الإيراني هجمات صاروخية وهجمات بطائرات مسيرة على نقاط عدة في مدينة أربيل، بدعوى “ضرب مقر تجسسي لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد”، واستخدم الحرس الثوري في هذا الهجوم صواريخ باليستية تسمى “خيبر”.
هذا الهجوم رفضه زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، ورفض الأسباب التي دفعت إيران للهجوم، قائلاً “هناك حدود لصبرنا”.
إن إطلاق إيران الصواريخ الباليستية بشكل متزامن على مواقع تابعة لـ “هيئة تحرير الشام” في منطقة إدلب السورية، وثماني نقاط مختلفة في أربيل، يبعث برسائل واضحة إلى الأصدقاء والأعداء، تعتبره الدوائر المعنية بمثابة “دخول إدارة طهران في حرب مباشرة ومفتوحة ضد الثنائي الإسرائيلي – الأميركي”.
في الرابع من يناير 2024، استهدفت طائرة مسيرة يعتقد أنها تابعة للقوات الأميركية شاحنة في محافظة دير الزور شرق سوريا، الشاحنة كانت تحمل أسلحة وذخائر من العراق إلى الميليشيات الموالية لإيران في سوريا، كما هاجمت القوات الأميركية بطائرات مسيرة مقر “الحشد الشعبي” العراقي في بغداد، والذي يشكل الذراع العراقي لـ “محور المقاومة” المدعوم من إيران، وفي أعقاب هذا الهجوم الذي أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين، أعلنت حركة “النجباء” مقتل القيادي الحاج مشتاق طالبي السعيدي.
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني دان هذا الهجوم بشدة، وقال إن “هذا الحادث وجه ضربة للاتفاق بين البلدين، ونحن بصدد إنهاء وجود قوات التحالف الدولي في العراق”.
منذ السابع من أكتوبر، تهاجم حركة “النجباء” القوات الأميركية في سوريا والعراق، وتقول إن هذه الهجمات ردّ على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتقود هذه الهجمات الجماعة الشيعية المسلحة التي تطلق على نفسها اسم “المقاومة الإسلامية في العراق”، وهنا سنوضح بعض النقاط المختلفة من خلال التركيز على الأخبار المتعلقة بالشرق السوري الذي أصبح محور الأحداث، بخاصة دير الزور والضفة الشرقية لنهر الفرات.
ما تسمى “المقاومة الإسلامية” هاجمت خلال الفترة الماضية قواعد أميركية في سوريا، بما في ذلك قاعدة “التنف” على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مجموعات موالية لإيران نفذت هجوماً صاروخياً على قاعدة أميركية في الحسكة، كما سقط 11 صاروخاً على حقل غاز كونيكو حيث تنتشر القوات الأميركية، وأيضاً تم استهداف القاعدة الأميركية في منطقة الشدادي شرق سوريا.
خريطة
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على غزة، أعادت الجماعات المتحالفة مع إيران نشر قواتها في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وذكر أنه تم إطلاق إنذار عسكري في المناطق التي يوجد فيها المسلحون، وتم اعتقال أشخاص يشتبه في أنهم يعملون لمصلحة إسرائيل، وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن المسلحين اعتقلوا خمسة أشخاص في منطقة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، إضافة إلى ذلك تم اعتقال شخصين في منطقة مطار النيرب العسكري بشبهة العمل لمصلحة إسرائيل.
في 17 أكتوبر 2023، ألقى المرشد الإيراني علي خامنئي خطاباً قال فيه إنه إذا استمرت الهجمات الإسرائيلية، فإن “قوات المقاومة ستتحرك” في المنطقة، ثم تم إعلان حالة تأهب عسكري في مناطق السيطرة الإيرانية في سوريا، والتي تعرضت لهجمات إسرائيلية أخيراً.
وتطور آخر على الحدود السورية – الأردنية تكرر في الأيام الأخيرة، وهو تنفيذ هجمات بطائرات مسيرة على مواقع تمركز القوات الأميركية خصوصاً في قاعدة التنف، فيما أعلنت فصائل مسلحة مدعومة من إيران في سوريا والعراق مسؤوليتها عن الهجمات، كما حمّلت الإدارة الأميركية إيران مسؤولية هذه الهجمات، وتم تنفيذ غارات جوية على المنشآت التي يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والفصائل التابعة له في شرق سوريا.
من ناحية أخرى، فإن المنطقة التي تسيطر عليها القوات الكردية في سوريا، تحولت إلى ساحة مواجهة بين روسيا والولايات المتحدة اللتين تخوضان منافسة لا هوادة فيها في المنطقة بأصولهما العسكرية وأسلحتهما المجهزة جيداً، وكلاهما ينفذان ألعابهما الجيوسياسية في شمال شرقي سوريا وعلى طول الحدود مع العراق والأردن، ويمكن تحديد الجهات الفاعلة الإقليمية في الألعاب الجيوسياسية، بما في ذلك العنف المسلح والصراعات الدموية، على أنها تركيا وإيران وسوريا والعراق، ومن الضروري إضافة، إلى هذه الهياكل، هيكلين مستقلين مثل حكومة إقليم كردستان- العراق وقوات سوريا الديمقراطية.
ويمكن توصيف الولايات المتحدة وروسيا بأنهما القوتان العظميان في المنطقة، ومن الممكن تصنيف الميليشيات والحركات الشيعية المدعومة من إيران، مثل “الحشد الشعبي” و”حزب الله”، وتنظيم “داعش”، الذي يبدو أن لديه موقفاً ضدهاً جميعاً، في فئات مختلفة، فما هو الوضع في سوريا حيث تنتشر هذه القوات ولها وجود عسكري سياسي؟
تبرز المنافسة والصراع على السواء بين إيران وروسيا في منطقة دير الزور، ويخوض الجانبان منافسة شرسة لجذب أبناء المنطقة، بخاصة شباب القبائل العربية، وبينما يعمل الفيلق الخامس الروسي على تجنيد ميليشيات في التشكيلات التابعة له، يواصل اللواء الرابع التابع للدولة نفسها أنشطته العسكرية والسياسية في المنطقة، أما الجماعات المؤيدة لإيران فلا تقف مكتوفة الأيدي أيضاً، وتحاول إنشاء تنظيم عسكري وأيديولوجي وسياسي بدعم من العشائر الموالية لحكومة دمشق، ولذلك أصبحت دير الزور ساحة صراع ليس فقط بالنسبة للدولتين المذكورتين، بل أيضاً بين القوى المحلية (النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية والعشائر) والدولية (روسيا وتركيا والولايات المتحدة والتحالف الدولي).
وبالنظر إلى وجود 15 تشكيلاً وهيكلاً وتنظيماً وجماعة مختلفة حول دير الزور، فيمكن فهم خطورة الوضع. ولنتعرف إلى هذه الجماعات عن قرب:
الفيلق الخامس المدعوم روسياً: أنشأ هذا الفيلق، أخيراً، فرعاً للتجنيد في بلدة حطلة شمال مدينة دير الزور، وقدم وعوداً للمجندين في صفوفه بدفع 140 دولاراً أميركياً شهرياً لكل فرد، ويبدو هذا المبلغ جذاباً جداً مقارنة بعروض المنافسين الآخرين، ومن يقبل الشروط ملزم بالمشاركة في النشاط ضمن حدود محافظة دير الزور أو حمص، ويتولى الفيلق حالياً مسؤولية منطقة دير الزور وسبع قرى شرق الفرات، ويبلغ عدد عناصره نحو ثلاثة آلاف مجند.
ميليشيات مدعومة من إيران في سوريا
الجماعات الموالية لإيران: هذه الجماعات تعمل على تجنيد وتنظيم المؤيدين في قرى وبلدات دير الزور التي خرجت عن سيطرة دمشق منذ أربع سنوات، وتبحث هذه الجماعات عن الأشخاص الذين سينضمون إليها، والتعاون معها سياسياً ودينياً وعقائدياً في الحياة اليومية، إنهم يحاولون الاستفادة من أنفسهم كقوة ميليشيات.
ويوجد في مناطق شرق دير الزور 35 مركز تسجيل (تجنيد أو تسجيل أعضاء جدد) للتشكيلات الموالية لإيران، واستولت هذه المراكز على منازل عائلات معروفة بتهمة “دعم قوات سوريا الديمقراطية أو دعم المعارضة السورية”، وبحسب المعلومات المتوافرة، هناك نحو 12 ألف عنصر منضوٍ في صفوف الميليشيات الإيرانية في محافظة دير الزور، ومعظمهم من شباب القبائل العربية في المنطقة، وهم مقسمون في ما بينهم إلى مجموعات، وأعدادهم وفق المجموعات: “سرية أبو العباس تضم ثلاثة آلاف عنصر، ميليشيات حراس القرى تضم 2500 عنصر، ميليشيات زينبيون تضم 1500 عنصر، ميليشيات هاشميون تضم 1200 عنصر، فوج المنتصر تضم 350 عنصراً، وميليشيات أسود العكيدات نحو 300 عنصر”.
ويقول بعض المسؤولين في الجماعات الموالية لإيران إنهم “من الآن فصاعداً، سيحاولون تجنيد وتسجيل أعضاء وميليشيات من جماعات غير سورية (مثل شيعة العراق، لبنان، أفغانستان، باكستان، طاجيكستان)”، وبحسب ما ورد على موقع وكالة “الأناضول” بتاريخ 19 مارس (آذار) 2020: “بدعم إيراني، يقاتل في أجزاء مختلفة من سوريا ما يتراوح بين 150 إلى 200 ألف عنصر من ميليشيات، تتألف من حوالى 20 إلى 28 وحدة مختلفة، متوسط راتب العنصر 500 دولار”.
وعندما ننظر إلى أماكن انتشار هذه الجماعات في سوريا، نرى أن لواء “الإمام محمد باقر” ينشط في وسط وشرق سوريا، ولواء “أبو الفضل العباس” ينشط في دمشق، و”حزب الله” ينشط في شمال غربي سوريا، وخصوصاً حلب وإدلب.
والنظام السوري يفضل الاتصال ببعض شيوخ العشائر ووجهاء الرأي والوجهاء والمثقفين وخريجي الجامعات، واستقطابهم إلى جانبه وتنظيمهم، انطلاقاً من مناطق نفوذه السابقة التي تعتبر امتدادات له في المنطقة، وفي الوقت نفسه، يلجأ بعض الضباط والمسؤولين وعملاء الاستخبارات السورية إلى استفزاز القبائل ضد كل من الولايات المتحدة والحركة الكردية، وهناك أيضاً ميليشيات موالية للنظام مثل فيلق الحرس الجمهوري.
قوات احتياط في الجيش السوري
تدعم تركيا ما يقارب 100 ألف مقاتل ينتمون إلى فصائل مختلفة في الأراضي السورية التي سيطرت عليها تركيا عسكرياً، وتتواصل أحياناً مع العشائر العربية المحيطة بدير الزور والرقة لتجنيدهم.
في 16 يناير 2024، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد اجتماع مجلس الوزراء “لم نترك دماء شهدائنا على الأرض، في الأيام الخمسة الماضية فقط تم ضرب 114 هدفاً، وتم تحييد 78 إرهابياً خلال عملياتنا الجوية في سوريا والعراق”. وأضاف أردوغان “لقد دمرت وكالة الاستخبارات الوطنية لدينا ما مجموعه 60 بنية تحتية حيوية ومنشأة ذخيرة تابعة للمنظمة الإرهابية منذ 12 يناير، إن استراتيجية تركيا الحازمة للقضاء على الإرهاب من مصدره قد أزعجت أكثر من غيرهم أولئك الذين يخططون لإنشاء إرهاب في منطقتنا، لكن لن نتوقف حتى ندمر كل أوكار الإرهابيين التي أقيمت بنوايا خبيثة في سوريا، من تل رفعت إلى عين العرب، من الحسكة إلى منبج”.
إن توفير التعليم التركي على نطاق واسع في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش التركي في الأراضي السورية، وتوظيف موظفي الخدمة المدنية المحليين، واتباع سياسة استيطان من شأنها تغيير البنية الديموغرافية بشكل عميق، لقد أنشأت حكومة حزب “العدالة والتنمية” البنية التحتية والبنية الفوقية لإدارة سياسية – عسكرية تابعة لها في هذه المناطق، وهذا يعزز التوقعات بتنفيذ “مشروع ضم” المنطقة مستقبلاً، وهذه هي النقطة الأولى التي نريد التركيز عليها.
والنقطة الأخرى هي القواعد العسكرية ونقاط وجود الدول المذكورة في سوريا، وهي كالتالي:
تمتلك إيران إجمالي 570 موقعاً عسكرياً في سوريا، بما في ذلك 55 قاعدة عسكرية و515 نقطة تفتيش، وفي حين أن إيران لا تتراجع ضد الأهداف الإيرانية في سوريا، حيث تهاجم إسرائيل بشكل متكرر، فإنها تتوسع تدريجاً وتحاول أن تكون حاضرة في كل مكان تقريباً بما في ذلك مناطق وجود القوات الأميركية.
الوجود العسكري
لدى تركيا في سوريا 125 قاعدة وموقعاً عسكرياً، وأعلن وزير الدفاع التركي الجنرال يشار غولر شروط الانسحاب وقال “سنبقى في سوريا حتى التوصل إلى اتفاق لحل سياسي نهائي”.
لدى روسيا في سوريا 105 قواعد ونقاط عسكرية، ويقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي سحب جزءاً كبيراً من قواته من سوريا بسبب الحرب الأوكرانية “في ما يتعلق بمصالحنا، ليست لدينا نية للانسحاب من سوريا”.
تعتبر روسيا وجودها في سوريا دائماً
لدى القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في سوريا 30 قاعدة ومنشأة عسكرية، معظمها قرب الحدود السورية – العراقية، وتوجد أيضاً في الجنوب في منطقة التنف قرب الحدود الأردنية، وأخيراً أصدر الكونغرس الأميركي قراراً يرفض فيه اقتراح سحب القوات من المنطقة.
جنود أميركيون في دير الزور
باختصار، الصراعات في المنطقة، والتي تظهر علامات التزايد بدلاً من النقصان، تتطور تدريجاً لتصبح جزءاً من الصراع الإقليمي، وهذا الاحتمال الذي يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة ويلجأ إلى كل أنواع الهجمات الاستفزازية لتحقيقه، بدأ يأخذه بعض المعلقين على محمل الجد.
جاء في عدد صحيفة “الغارديان”، البريطانية بتاريخ 18 ديسمبر 2023، أن إسرائيل ترى في “حزب الله” تهديداً بعد احتلال غزة بذريعة “حماس”، ويقال إن “حرباً جديدة لا مفرّ منها”، وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لموقع صحيفة “بوليتيكو” الأميركية، “بسبب قلقها من انتشار الصراع في غزة إلى أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، تقوم إدارة جو بايدن بإعداد خطط لرد أميركي محتمل في حال حدوث ذلك، وبسبب أحداث الأيام الأخيرة، يقال إن بعض الشخصيات في الإدارة الأميركية أقنعت بايدن بأن الحرب في غزة تصاعدت رسمياً إلى ما هو أبعد من حدود هذه المنطقة”.
في المقابل، حذّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الذي حضر المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، في 17 يناير، من أنه “إذا لم تتوقف جرائم إسرائيل في غزة، فسيعاني الجميع”.

ملاحظة: الآراء الواردة في هذا المقال تخص المؤلف، ولا تعكس بالضرورة السياسة التحريرية لصحيفة “اندبندنت تركية”.

ADARPRESS #

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى