تقاريرمانشيت

ما الملفات التي تفرض نفسها على لقاء بايدن وإردوغان؟


يتوقع أن يلتقي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش أعمال قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا، يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين.

وقال مسؤول أميركي إنه من المحتمل عقد اجتماع «جانبي» بين الرئيسين، فيما نقلت وكالة «رويترز» عن أحد المصادر، الذي لم تحدده بالاسم، أنه من المرجح عقد اجتماع وجيز بين بايدن وإردوغان خلال القمة، ويجري الإعداد لذلك الآن.

ومع تصاعد الضغوط الغربية على تركيا بشأن عضوية السويد في الناتو، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الجمعة أن بلاده «ستتخذ القرار الأفضل». وأوضح إردوغان، قبل ساعات من استقبال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إسطنبول: «سنناقش ذلك مع شركائنا في القمة التي ستعقد الثلاثاء في فيلنيوس، وسنتخذ القرار الأفضل مهما كان».

وأشار الرئيس التركي، الذي يعرقل انضمام السويد إلى الناتو منذ مايو (أيار) 2022 لاتهامها بإيواء مقاتلين أكراد على أراضيها، إلى أنه يؤيد «سياسة الباب المفتوح». لكنه تساءل «كيف يمكن لدولة لا تنأى بنفسهاعن المنظمات الإرهابية أن تكون لها مساهمات في الناتو؟»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.

ملفات عالقة
تفرض مجموعة من الملفات المهمة، التي تشكل قضايا عالقة بين أنقرة وواشنطن، نفسها على اللقاءات بين الرئيسين وفي المشاورات بين مسؤولي البلدين. تتقدمها 3 ملفات؛ هي الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تعتبرها تركيا امتداداً لحزب العمال الكردستاني، المصنف منظمة إرهابية، في سوريا، وتراها تهديداً لأمنها وتخوض ضدها قتالاً مستمراً في شمال سوريا يشهد تصعيداً بين وقت وآخر.

في المقابل، لا تتخلى واشنطن عن دعمها للقوات الكردية، التي تعدها الحليف الأوثق في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، وتواصل دعمها وإمدادها بالسلاح.

أما القضية الثانية العالقة فهي عدم تحرك الإدارة الأميركية لاتخاذ خطوات بشأن «تنظيم فتح الله غولن»، أو حركة «الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن، المقيم في بنسلفانيا الأميركية منذ العام 1999 كمنفى اختياري، وتطالب أنقرة بتسليمه منذ وقوع محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو (تموز) 2016 باعتباره مدبر المحاولة، وكذلك تسليم عناصر الحركة ووقف أنشطتها في أميركا.

ورفضت الإدارات الأميركية، المتعاقبة منذ إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، المطالبات التركية في هذا الصدد، مؤكدة أنه أمر متعلق بالقضاء، وتطالب أنقرة بتقديم أدلة دامغة على ضلوع حركة غولن في محاولة الانقلاب.

أما القضية الثالثة فهي حصول تركيا على مقاتلات «إف 16»، التي طلبت منذ أكتوبر (تشرين الأول) عام 2021 الحصول على 40 منها، إضافة إلى 80 من معدات تحديث مقاتلاتها القديمة من الطراز ذاته، بعد رفض حصولها على مقاتلات «إف 35» وفرض بعض العقوبات عليها بسبب حصولها على منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 400».

وعلى الرغم من تأييد بايدن حصول تركيا على المقاتلات، فإنه ربطه في الفترة الأخيرة بمصادقتها على طلب السويد الانضمام إلى حلف الناتو، فضلاً عن اتخاذ الكونغرس الأميركي الموقف ذاته.

ملف السويد والناتو
ومن المتوقع أن يكون طلب السويد الانضمام إلى الناتو هو البند الأبرز في المباحثات، وأن يركز الجانب الأميركي عليه بشكل أساسي، في ظل استمرار ضغوط واشنطن على أنقرة للمصادقة على الطلب بأسرع وقت.

وأبدى بايدن دعماً كبيراً لانضمام السويد إلى الناتو، في لقائه مع رئيس وزرائها أولف كريسترسون، بالبيت الأبيض، الأربعاء، قائلاً إنه يتطلع بـ«فارغ الصبر» للمصادقة على طلب العضوية الذي «أدعمه بالكامل».

وسبق أن ربط بايدن بين ملفي انضمام السويد وحصول تركيا على مقاتلات «إف 16» خلال اتصال هاتفي مع إردوغان في يونيو (حزيران) الماضي لتهنئته بالفوز بالرئاسة.

وتواجه تركيا ضغوطاً من أميركا وكثير من حلفائها في الناتو، لقبول انضمام السويد للحلف قبل أو أثناء قمة فيلنيوس، وذلك بعد انضمام فنلندا المجاورة في 4 أبريل (نيسان) الماضي.

ويعارض إردوغان بشدة طلب السويد الانضمام إلى الحلف. وقال، في تصريحات ليل الاثنين – الثلاثاء، عقب اجتماع الحكومة التركية، إن تركيا لن توافق على انضمام السويد إلى الناتو إلا إذا امتنعت عن إيواء «التنظيمات الإرهابية» وتوقفت عن السماح للإرهابيين بالتظاهر في أكبر الميادين المركزية في مدنها.

وبحث وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، ونظيره الأميركي، أنتوني بلينكن، في اتصال هاتفي، الأربعاء، مسألة توسع حلف «الناتو».

وشدد بلينكن على «أهمية وحدة الناتو في مثل هذا الوقت الحرج، وشجع تركيا على دعم انضمام السويد إلى الحلف الآن».

وقبل اتصاله مع بلينكن، أكد فيدان رفض أنقرة تحديد قمة الناتو في فيلنيوس كموعد نهائي لانضمام السويد، قائلاً، خلال الاجتماع للمكتب التنسيقي لمجموعة دول عدم الانحياز في باكو الأربعاء: «لا نوافق أبداً على استخدام ضغط الوقت كوسيلة».

وأعلنت المجر (هنغاريا)، وهي الدولة الأخرى التي تعارض انضمام السويد، أنها ستدعم أي قرار تتخذه تركيا في هذا الشأن.

وجدد فيدان انتقاداته لسماح سلطات السويد لمتطرف من أصل عراقي بحرق نسخة من القرآن الكريم أمام المسجد المركزي في ستوكهولم في أول أيام عيد الأضحى.

تكثيف الضغوط
ورأت المحللة السياسية، بارتشين ينانتش، أن السويد حاضرة في كل تصريح عن تركيا من الولايات المتحدة بعد الانتخابات التي شهدتها تركيا في مايو (أيار) الماضي، وأنه تم تقليص جميع العلاقات بين البلدين في مسألة حصول السويد على عضوية الناتو قبل أو أثناء قمة فيلنيوس، بينما لا تزال أنقرة غير مقتنعة بأن الدولة الإسكندنافية اتخذت الخطوات الكافية.

وذهبت إلى أنه بعد هذا الوقت، من الصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل، استكمال عملية المصادقة على طلب السويد وإضفاء الطابع الرسمي على عضويتها في قمة فيلنيوس.

وأعلن الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، أنه سيعقد اجتماعاً مع

ينس ستولتنبرغ، أنه سيعقد اجتماعاً مع إردوغان ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، الاثنين، في فيلنيوس، عشية انعقاد قمة الحلف.

وقال ستولتنبرغ، في مؤتمر صحافي، عقب الاجتماع الخامس للآلية المشتركة الدائمة بين تركيا وفنلندا والسويد، في بروكسل، الخميس، إنهم «اتفقوا على أن ضم السويد لحلف الناتو يصب في المصلحة الأمنية لجميع الدول الحلفاء، وأنهم يريدون إتمام عضويتها الكاملة في أقرب وقت».

وعدّ ستولتنبرغ أن بقاء السويد خارج الناتو لا يخدم سوى روسيا و«حزب العمال الكردستاني». وأكد أنه في قمة فيلنيوس «سنلتزم مجدداً بمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره»، قائلاً إنه سيعقد اجتماعاً مع إردوغان وكريسترسون، في فيلنيوس، الاثنين، «كخطوة تالية ضمن هذه العملية».

وعدّ ستولتنبرغ إدانة القضاء السويدي، للمرة الأولى، متهماً بجمع إتاوات لـ«حزب العمال الكردستاني» الإرهابي والحكم عليه، الخميس، بالحبس لمدة 4 سنوات ونصف السنة، مثالاً على كيفية ارتباط الجريمة المنظمة في السويد ارتباطاً وثيقاً بالتنظيمات الإرهابية في تركيا.

وبشأن حرق نسخة من القرآن الكريم أمام مسجد ستوكهولم المركزي من جانب متطرف من أصول عراقية يوم عيد الأضحى، وما إذا كان يعتقد أنه يمكن أن يكون لدى السويد آلية فعالة لمكافحة الإرهاب أم أنها ستكون عبئاً على الناتو، قال ستولتنبرغ إن السويد «تابعت التزاماتها» بموجب المذكرة الثلاثية الموقعة مع تركيا وفنلندا، وإن سبب لقائهم في بروكسل، الخميس، كان «سد الفجوة التي ما زلنا نراها».

إصرار تركي
واستضاف ستولتنبرغ، الخميس، الاجتماع الخامس للآلية المشتركة الدائمة، وحضرته وفود رفيعة من تركيا والسويد وفنلندا، ضمّت وزراء الخارجية ورؤساء أجهزة المخابرات ومستشاري الأمن القومي في الدول الثلاث.

وعقب الاجتماع، شدد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، على ضرورة ألا يفرض حليف محتمل عقوبات أو قيوداً على صادرات المستلزمات العسكرية إلى تركيا، في إشارة إلى حظر السلاح الذي فرضته السويد ضمن 10 دول غربية على تركيا بسبب عملية «نبع السلام» العسكرية التي نفذتها ضد «قسد» في شمال سوريا، في أكتوبر (تشرين الأول) 2019.

وأكد فيدان، في مؤتمر صحافي في بروكسل، وجوب الوفاء «حرفياً» بمتطلبات الاتفاق الثلاثي المبرم بين تركيا والسويد وفنلندا، موضحاً أن «السويد اتخذت خطوات من حيث التغييرات التشريعية، لكن يجب أن ينعكس ذلك على الأفعال». وأضاف: «يُشترط على الدول الراغبة في الانضمام إلى الناتو أن تتخذ موقفاً حازماً في مسألة مكافحة الإرهاب… استمرار أنشطة التنظيمات الإرهابية في السويد يجعل التغييرات التشريعية التي قامت بها بلا أي معنى بالنسبة لتركيا». وأكد فيدان مجدداً أن تركيا لا يمكنها التساهل مع حرق القرآن الكريم والتطاول على مقدسات المسلمين في السويد.

وبحث ستولتنبرغ مع كل من فيدان ووزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستروم، على هامش الاجتماع، مسألة انضمام السويد للناتو، والاستعدادات الجارية لقمة فيلينوس.

كما ناقش فيدان، في اجتماع آخر مع بيلستروم، بمقر الناتو، سبل سحب اعتراضات بلاده على طلب السويد.

المصدر: الشرق الأوسط

ADARPRESS #

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى