أخبارمانشيت

عملية القسم توجّه ضربةً لشبكة تجسس تابعة للاستخبارات التركية في المناطق المحتلّة أيضا


​​​​​​​في إطار عملية القسم التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية تم توجيه ضربةٍ لشبكة تجسّسٍ تابعة لأجهزة الاستخبارات التركية في المناطق المحتلة مثل عفرين وجرابلس وكري سبي، والتي تُدار من ديلوك (غازي عنتاب).

بدأت دولة الاحتلال التركي احتلالها للأراضي السورية بالتحالف مع داعش ودعم القوى الدولية، عبر الهجوم الذي شنّته على جرابلس في الـ 24 من تموز عام 2016. عقب ذلك تم احتلال عفرين، إعزاز كري سبي وسري كانيه. ولم يتبقّ ما لم يقم به جيش الاحتلال التركي وأجهزة الاستخبارات التركية ومرتزقتها بحقّ أهالي المناطق المحتلة خلال هذه السنوات الست.

كما نفّذ الاحتلال التركي هجماته اليومية من هذه المناطق المحتلة على المناطق السورية الأخرى وتسبّب بمقتل وإصابة وتهجير مئات الأشخاص. كما تبيّن أنّ المحتلّ يدير الحرب الخاصة وعمليات التجسس القذرة من هذه المناطق.

في إطار عملية القسم التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية في الـ 31 من تموز المنصرم، تم تفكيك شبكة تجسّسٍ تابعة لأجهزة الاستخبارات التركية، قائدها في ديلوك والمرتبطون به يقومون بعمليات التجسس في المناطق المحتلة. وقد نُشرت اعترافات جواسيس هذه الشبكة الذين اعتقلتهم قوات سوريا الديمقراطية، في برنامج “وجوه مخفية” الذي يُبثّ عبر فضائية روناهي.

شبكة التجسس لصالح الاستخبارات التركية في المناطق المحتلة

قائد هذه الشبكة عضو في الاستخبارات التركية ويدعى مدير أحمد. ومسؤول الاستخبارات التركية في عفرين وتعمل شبكته ضد أهالي عفرين وكري سبي وسري كانيه. كما تتحرّك في جميع المناطق المحتلة. يعمل تحت إمرته شخصٌ يُدعى عيسى، وهو مسؤول مكتب الاستخبارات التركية في ديلوك. وكما أنّ أحد أعضاء الاستخبارات يُدعى نقيب أبو مستعصم من حماة وموجودٌ في الإسكندرون، وآخر يُدعى نورس من جرابلس ويتجسس هناك لصالح أجهزة الاستخبارات، وحسين عبد الكريم ناصر المعروف باسم أبو مهند من حماة وهو موجود في ديلوك وهو مشلول الآن نتيجة لعملية لقوات سوريا الديمقراطية، والمدعو عبد الحنان شيخو من عفرين المحتلة.

جميع هؤلاء الأشخاص أعضاء في هذه الشبكة التي فكّكتها قوات سوريا الديمقراطية. ومعظم الأعمال القذرة لهذه الشبكة تُنفّذ عبر عبد الحنان شيخو. ومهمّته العثور على جواسيس في روج آفا ومناطق الإدارة الذاتية واستخدامهم ضد الأهالي. وهناك العديد من الجواسيس الذين يعملون معه.

وهذه هي أسماء بعض جواسيس هذه الشبكة ومهامهم:

  • عبدو حمود قدور من تل رفعت، ويتنقّل بين عفرين وديلوك ويقوم بالأعمال القذرة للاستخبارات التركية.
  • محمد حجازي من عفرين، وهو عضو في حزب آزادي الذي كان سابقاً إحدى أحزاب المجلس الوطني الكردي السوري ويشمل عمله منطقتي الشيخ مقصود والشهباء.
  • محمد عبد الكريم بلّو من عفرين وموجود هناك الآن.
  • إبراهيم محمد هلال من حلب. وهذا الشخص يلازم مسؤول الشبكة في عفرين؛ حنان ويدير جميع أعمال التجسس في مناطق الإدارة الذاتية. كما أنّه أوجد امرأة باسم معينة تتجسس لصالحهم في إدلب.

*والجاسوس محمود من عفرين وهو من أقارب حنان وموجود في كوباني. بالإضافةٍ إلى شخصين من مالكي صيدلية في منبج ومحلّ للألبسة المستعملة (البالة).

إرسال صور وإحداثيات المؤسسات

الجاسوس مسعود حسن بكر من ناحية راجو في عفرين هو أيضاً جاسوس بارزٌ في هذه الشبكة. ولئلّا يتم كشفه ويحصل على المزيد من المال جعل زوجته “مولودة” أيضاً جاسوسة. وكانت المعلومات ترسل من مسعود لمدير أحمد في ديلوك، إلى أن اعتقلته قوات سوريا الديمقراطية.

ويقول الجاسوس مسعود في اعترافاته: “عائلتي كلّها من المجلس الوطني الكردي (ENKS)، شوّه والدي صورة الرفاق بأعيننا منذ أن كنّا صغاراً. أخرجني حنان من عفرين وجئت للاستقرار في كوباني. وعملت سائقاً في المجلس. وبعد مجيئي إلى كوباني تحدّث معي منان قائلاً؛ تجسّس لي. وقد كان أخي معتقلاً لذا بدأت التجسس لصالحهم ليطلقوا سراحه. أول ما قمت به في كوباني هو إرسال إحداثيات موقعيْن وصور لهما في سوق التلل، وهو في المقابل أرسل لي 100 دولاراً. بعد ذلك أرسلت له صوراً وإحداثياتٍ للعديد من الخنادق والأنفاق. ثم أرسلت له إحداثيات نقاط قوى الأمن الداخلي والمواقع العسكرية.

إضافة إلى إحداثيات منزل الخال عصمت (في إشارة إلى عصمت شيخ حسن)، وموقع الرفيقة دلارا، ومواقع المجلس والرحبة وموقع الفوج الذي قصفته الطائرة، وموقع الحاجز، ونقاط الرفاق والنظام في القرى، مواقع المواد اللوجستية والعلاقات. كما أرسلت له إحداثيات نقطتين للرفاق في منبج على طريق الجزيرة. إضافةً إلى موقع المجلس بجانب الفندق.

وقد عرّفني حنان إلى أبو نورس وهو عربيّ من جرابلس. وأرسلت له أيضاً إحداثيات النقاط العسكرية ومواقع الرفاق. وأرسل لي هاتفاً إلى صيدلية في منبج، فذهبت إلى هناك وأخذته. ونفّذت أعمال عديدة لصالحه عبر ذلك الهاتف. لقد أرسلت له صور الرفيقة دلارا وعددٍ من الرفاق الآخرين. وكنت أقدم له معلوماتٍ عن اجتماعات الرفاق وانتقالهم للمدن الأخرى. وهو في المقابل كان يرسل لي المال كل فترة.

التسبّب باستشهاد القياديين والمقاتلين

عرّفني حنان على شخصٍ آخر يدعى أبو أحمد من إعزاز. وأرسلت له أيضاً إحداثيات وصور عديدة للرفاق. وعندما هاجمت مسيّرة تركية الرفيق حاجي كنت أنا من أرسلت لهم المعلومات.

بدأت زوجتي أيضاً بالعمل معي. كانت تركب معي على الدراجة وتقوم بالتصوير. كنّا نصوّر بعض المواقع والسيارات.

لقد طلبوا منّي عدّة مرات صوراً للرفيقة دلارا. وقبل استشهادها بعدّة أيام أرسلت لهم صورتها مرّةً أخرى. وقد كانت معنا يوم استشهادها، ورأيتها حتّى الساعة الثانية. وسمعت مساءً بتعرّض سيارتهم للهجوم بطائرة مسيّرة. وبعد استشهادها أرسلت لهم صور الرفاق الذين استشهدوا. كما قصفت مسيّرة تركية نقطة فوج كنت قد أرسلت إحداثياتها لهم، مما أسفر عن استشهاد أربعة مقاتلين. لقد تسبّبت باستشهادهم. لقد أرسلت للاستخبارات التركية ما مجموعه ألف و100 إحداثية”.

هذا وتتحدّث زوجة الجاسوس مسعود عن تجسّسها، قائلةً: “لقد بدأت هذا العمل بضغطٍ من مسعود، وخرجت معه بهدف التجسّس لـ 8-9 مرات. إذ كنّا نقوم بالتصوير. وكنت أعلم أنّ مسعود أيضاً يقوم بهذه الأعمال”.

ويصف الجاسوس محمد عثمان سليمان من ناحية موباتا في عفرين وهو من أقارب المتزعم المرتزق حنان، علاقته وعمله مع الجواسيس قائلاً: “جاء حنان يوماً وهو يرتدي زي المرتزقة، وهو في الأساس ابن خالي لذا أردّت منه مساعدتي في العبور إلى كوباني. كنت أعلم أنّه مرتزق ومع ذلك تواصلت معه. وساعدني حنان في العبور إلى كوباني مع أسرتي وافتتحت متجراً هناك. أرسل إليّ حنان شخصاً وقال إنّه يحتاج بعض الأغراض وأنا أعطيته. بعد ذلك طلبت نقوداً من حنان فأرسلها لي”.

ويدلي الجاسوس شمس الدين قاسم من باكور كردستان الذي انتقل إلى كوباني خلال الحرب فيها باعترافاته، قائلاً: “لقد اتّصلت بي الاستخبارات التركية وهدّدتني بعائلتي لذا قبلت العمل معهم. لقد أرسلت لهم إحداثيات مداخل الأنفاق وصور عددٍ من الرفاق. وقد تحدّثت معي الرفيقة دلارا يوم استشهادها وذهبت لرؤيتها. وبعد أن فارقتها، أعلمتُ الاستخبارات التركية بمكان وجودها. وبعد بضع ساعات تلقّيت خبر استشهادها. وكنت قد أرسلت صورتها لهم قبل ثلاثة أيام من استشهادها”.

استغلال النساء في عمليات التجسّس

هذا وتتحدّث الجاسوسة معينة جمعة يوسفجي من إدلب والمرسلة من قبل المتزعم حنان عن نشاطاتها التجسسية القذرة، قائلةً: “لقد اجتمعت بالمدعو حنان. قال لي ستذهبين إلى كوباني وتتقربين من قوات سوريا الديمقراطية. ولاسيما القياديين البارزين. ثم سأرسل لك سلاحاً كاتماً للصوت. وسترسلين لي الإحداثيات من هناك. وجعلني أتواصل مع شخصٍ يُدعى الخال موجود في تركيا وكنت أرسل المعلومات له. كانت هناك رموز بيننا. وعلى حدّ علمي هناك أربعة أشخاصٍ آخرين غيري يعملون مع حنان في كوباني. أرادوا مني الانضمام لقوات سوريا الديمقراطية في منبج لكنني اُعتقلت عند وصولي إلى هناك”.

كما يصف الجواسيس مراد طرفة من حمص وعبد الإله إسماعيل من منبج اللذان يعملان في الصيدلية ويوسف عواس من جرابلس والذي يملك محلّاً للألبسة المستعملة (البالة) في منبج؛ في اعترافاتهم كيفية ربطهم بين أعضاء شبكة التجسس هذه وإيصال المال والهواتف لهم.

ويُشار إلى اعتقال عددٍ من المرتزقة الآخرين في سياق العملية التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية، إلّا أنّ اعترافاتهم لم تُشارك مع الرأي العام لأنّهم لا يزالون يخضعون للتحقيق.
ADARPRESS#

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى