مقالات رأي

حرب القمح والجوع التي تهدد العالم


مصطفى عبدو
مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية توقفت الموانئ الأوكرانية عن إمداد العالم بالقمح والزيوت وبدأت أسعار السلع في أغلب دول العالم بالارتفاع إلى مستويات غير مسبوقة لندرك بأن أوكرانيا كانت قوة تصدير عظمى والمصدر الأساسي للحبوب والزيوت في جميع أنحاء العالم.
مؤخراً بدأ التنافس بين دول العالم لتخزين الحبوب ومشتقاته خوفاً على تراجع الزراعة والأمن الغذائي العالمي حتى وصل الأمر إلى وصف البعض الحرب الروسية الأوكرانية بأنها”حرب الجوع” وحذّر البعض من «إعصار المجاعات» التي يمكن أن يضرب العديد من البلدان.
بينما يتساءل آخرون عمن سيمد العالم بالقمح ومشتقاته والزيوت النباتية بأنواعها بعد روسيا أوكرانيا ؟
بعض الدول التي كانت تستورد سلعها من القمح والزيوت من روسيا وأوكرانيا، بدأت في البحث عن مصادر أخرى. فيما يتخوف أغلب دول العالم من وقوع الخزينة الأوكرانية في يد روسيا الواقعة تحت طائلة العقوبات ثم إذا حدث ذلك فكيف سيتم شراء هذه السلع منها،وبعض البلدان تحتاج بشدة إلى شراء هذه السلع فهل تتجاوز هذه الدول العقوبات وتبدأ بالتعامل مع روسيا نظراً لاحتياجاتها الملحة؟
بالمحصلة، الارتفاع الكبير للأسعار بدأت تمثل قلق كبير لجميع البلدان وعلى ما يبدو أن الأزمة ستؤثر على الجميع وربما سنشهد اضطرابات عالمية بسبب الغذاء وانعدام الأمن في قادم الأيام .وهذا ما دفعت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من التحذير بأن ما بين 8 ملايين و13 مليون شخص قد يعانون من نقص التغذية في العالم إذا تم إيقاف الصادرات الغذائية من أوكرانيا وروسيا مدة طويلة، مقدرة أن المساحات المزروعة بالقمح والذرة وعباد الشمس «ستنخفض بنسبة 30 في المائة» هذا الربيع في أوكرانيا.
وتشير المنظمة: «نحن في أزمة عالمية حتى لو توقفت الحرب غداً، فستكون هناك عواقب»، وتضيف المنظمة محذرة: «كلما طال أمد الحرب، ازداد عدم الاستقرار العالمي حدة. وإذا واجهنا غداً خللاً مناخياً كبيراً بالإضافة إلى ذلك مثل جفاف شديد آخر في أميركا الشمالية أو أمطار غزيرة في أستراليا – فسيكون ذلك مأساوياً».
الحرب في أوكرانيا خلقت أزمة صامتة وتهدد واردات القمح والزيوت من اثنين من أكبر مصدريه في العالم(روسيا -أوكرانيا)، في وقت تتعرض فيه أغلب المناطق الزراعية في العالم للجفاف ، وفي وقت يعاني فيه العالم من تبعات فيروس كورونا لتأتي العقوبات المفروضة على روسيا لتزيد الطين بلة وتحد من قدرتها على تصدير القمح، وبالتالي يبدأ الجميع في البحث على سلة الغذاء.
باختصار شديد بعض الدول بدأت بالولوج في وضع خطر بالفعل وتكاد تكون على شفا المجاعة بسبب تفاقم مشكلات الجوع وعدم توفر الأمن الغذائي حيث لم يعد لديها مخزون القمح سوى ما يكفي لأشهر وبحسب تقارير الاقتصاديين فأن منطقة الشرق الأوسط هي الأكثر عرضة لتفاقم هكذا أزمات ..فمن سيتحمل مسؤولية أمداد العالم بهذه السلع بعد روسيا وأوكرانيا؟؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى