مقالات رأي

الفشل تلو الفشل… اللجنة الدستورية السورية نموذجاً

محمد أمين عليكو
أعلن بيدرسون يوم أمس أن محادثات ما تسمى اللجنة الدستورية السورية في جنيف انتهت من دون إحراز أي توافق حول المبادئ الدستورية الأربعة وأبلغ أعضاء اللجنة الدستورية بأن هذه الجولة كانت مخيّبة للآمال.
وهنا نسأل بيدرسن لماذا لم تنجح هذه الجولة أيضاً؟… إن كنت تعلم فتلك مصيبة وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم … “على رأس الشعب السوري”!!
سنجيب على السؤال، ونكفيك عناء الإجابة والبحث: إن الموجودين في اجتماعات اللجنة الدستورية أو ما تسمى باللجنة الدستورية والتي تم تفصيلهم على مقاس نظام دمشق ومن يسمون أنفسهم بالمعارضة السورية، هم حماة النظامين القومويين السوري والتركي وليسوا من أنصار الشعب السوري ولا يعنيهم خلاص الشعب من الدمار والقتل والتشريد.
لذلك لا ولن ترى أي نتائج أو تقدم ملموس على أرض الواقع، بل فقط صراع على السلطة والاستفراد بالقرار على حساب دماء الشعب السوري و البنية التحتية وعلى حساب التهجير القسري و التغيير الديمغرافي و تحويل المناطق المحتلة إلى قواعد للتنظيمات المتطرفة والإرهابية.
إن ما تسمى باللجنة الدستورية، بصريح العبارة، لا تمثل كافة أبناء الشعب السوري, لأن المعنى الحقيقي لصياغة الدستور هو بمثابة ميثاق العقد الاجتماعي، ويجب أن يشارك فيه جميع أبناء الوطن من كافة الشرائح والمكونات والكيانات السياسية والاجتماعية في سوريا.
هل يدرك السيد غير بيدرسن التداعيات الخطيرة لغياب أكثر من 5 مليون نسمة يعيشون في مناطق شمال وشرق سوريا تحت مظلة الإدارة الذاتية الديمقراطية وحماية قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن الداخلي وقوات حماية المجتمع التي تمثل جوهر الحياة والعيش المشترك والمساواة بين أبناء الوطن في الحقوق والواجبات، ولكن يتم تغييبهم من الجلسات والنقاشات والمؤتمرات المعنية (افتراضاً) بإيجاد أي مخرج للأزمة و الواقع السوري الحالي؟؟
ربما فاتك أن لسان حال أهالي شمال وشرق سوريا ومن دون استثناء أحد يقول: إن المشاركين في اجتماع ما يسمى باللجنة الدستورية يمثلون طوائف معينة لا المجتمع السوري، وأن استبعاد أبناء شمال وشرق سوريا عن ذلك الاجتماع هو نتيجة الفيتو التركي ومرتزقته لا أكثر، رغم تصريحات السيدة إلهام أحمد من العاصمة الأمريكية واشنطن بأنهم على استعداد لفتح باب الحوار مع جميع الأطراف الداخلية والإقليمية في سبيل تحقيق الأمن والأمان والاستقرار للشعب السوري وبناء سوريا الديمقراطية، إضافة إلى تصريحات الإدارة الذاتيّة ومؤسساتها السياسية والمدنية أكثر من مرة حول اجتماعات اللجنة الدستورية: “اذا لم تشارك مكونات شمال وشرق سوريا في تلك الاجتماعات، فلن نكون معنيين بمخرجاتها ونتائجها”.
وبناءً على هذه الثوابت، على الجميع أن يدرك بأن أي عملية سياسية أو قرار  بصدد سوريا بغياب مكونات شمال وشرق سوريا المتمثلة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لن يحقق الأماني وأهداف الشعب السوري، بل ستذهب سوريا نحو المزيد من منزلقات التعقيد وتعميق الأزمة الداخلية.
لذلك من الصعب جداً إدارة سوريا من جهة واحدة أو طرف واحد. سوريا الديمقراطية التعددية لا مركزية عبر مجتمع أخلاقي اجتماعي دبلوماسي سياسي يتطلب مشاركة الجميع دون إقصاء أو إنكار أحد وعدم السماح لدوائر الحرب الخاصة وأعداء الحرية والإنسانية من الدول الإقليمية بالتدخل في تدمير المجتمع السوري.
ADARPRESS#

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى