KNK: وحدة الصـ.ـف الكردي لم تعد خياراً بل أصبحت ضرورة وجودية

أصدر المؤتمر القومي الكردستاني اليوم بياناً إلى الرأي العام بشأن التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، مؤكداً أن الشعب الكردي لا ينحاز لأي من أطراف النزاع، سواء إيران أو إسرائيل، مشدداً على أن السبيل الوحيد لحل القضايا العالقة في المنطقة هو الحوار والسلام.
وجاء في البيان: “في مرحلة قد تشهد تغييرات جذرية على مستوى خريطة المنطقة، فإن وحدة الصف الكردي لم تعد خياراً، بل أصبحت ضرورة وجودية”.
وأشار البيان إلى أن النزاع بين الطرفين ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى خلافات مزمنة تمتد لعقود طويلة. وأضاف: “لطالما شهدت المنطقة مواجهات غير مباشرة بين إسرائيل وقوى إقليمية موازية، إلا أن المواجهة تحوّلت منذ عشرة أيام إلى صراع مباشر بين إيران وإسرائيل، وانضمت الولايات المتحدة الأميركية إليه منذ الليلة الماضية.
هذا التصعيد المتسارع ينذر باتساع رقعة الحرب، التي بدأت في غزة وامتدت إلى لبنان وسوريا واليمن، وها هي اليوم تبلغ الأراضي الإيرانية، لتغدو بذلك أزمة دولية الطابع”.
وجدّد المؤتمر القومي الكردستاني التأكيد على “ثبات موقف الشعب الكردي الرافض للانحياز في هذا النزاع”، مضيفاً: “رغم سَعينا للنأي بالنفس عن هذه الحرب، إلا أن تأثيرها واقع علينا، أرضاً وشعباً، إذ تتعرض مناطق شرق كردستان للقصف، ويعاني سكانها من تبعات هذه العمليات، كما تعّبر الطائرات المسيّرة والصواريخ سماء كردستان من مختلف الجهات المتنازعة.
نحن لم نكن طرفاً في هذه الحرب، لكننا نجد أنفسنا مستهدفين في سياقها”.
وفي تقييمه لمآلات الصراع، أوضح البيان: “إن هذه الحرب التي اندلعت قبل 21 شهراً لا تزال مستمرة، وتنذر بتداعيات كبرى قد تؤدي إلى انهيار اتفاقيات سابقة مثل سايكس بيكو ولوزان، ما قد يمهد لإعادة رسم خريطة المنطقة.
هنا، تبرز أهمية الاستعداد الكردي لهذه التحولات، حيث تغدو وحدة الصف الكردي ضرورة ملحّة وتاريخية، تتطلب تحركاً فورياً وتعزيزاً للعلاقات بين القوى الكردستانية كافة”
.وأكد المؤتمر القومي الكردستاني التزامه الكامل بدعم جهود وحدة الصف الكردي، قائلاً: “نحن جزء فاعل في هذه الحركة، وسنواصل عملنا بفعالية أكبر، خاصة في ظل التركيز المتزايد على شرق كردستان.
لقد بدأنا منذ فترة العمل مع الأحزاب والمنظمات السياسية هناك لتأسيس منصة مشتركة، ونعمل على تطوير آليات التنسيق وتكثيف الزيارات واللقاءات والحوارات لضمان وحدة الموقف”
.واختتم المؤتمر بيانه بالدعوة إلى جميع القوى والأحزاب والمنظمات الكردستانية، وبخاصة في شرق كردستان، إلى تقديم الدعم الكامل لهذه المساعي، والعمل على عقد لقاء مشترك في أقرب وقت ممكن، لوضع إستراتيجية موحدة تخدم تطلعات الشعب الكردي.
كما دعا المؤتمر كلّاً من إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية إلى وقف القتال بشكل فوري، واعتماد الحلول السلمية والحوار طريقاً لحل القضايا العالقة، بما يجنّب شعوب المنطقة مزيداً من الدمار والمعاناة.