أخبار

هل انتهت الضـ.ـربات الأمـ.ـيركية على إيـ.ـران؟

في تطور لافت أعقب الساعات العاصفة من التصعيد العسكري بين الولايات المتحدة وإيران، اليوم الأحد، أكدت مصادر أميركية مطلعة أن واشنطن بعثت برسائل غير مباشرة إلى طهران تفيد بأن الضربة التي نُفذت على منشآت نووية إيرانية قد انتهت، وأن الولايات المتحدة “لا تسعى إلى إسقاط النظام” أو الانخراط في حرب شاملة

هذا الإعلان الأميركي، الذي نقلته تقارير إعلامية عن مسؤولين في وزارة الدفاع، يأتي في أعقاب موجة من القصف الجوي الأميركي استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت يشتبه بأنها تُستخدم في تطوير البرنامج النووي الإيراني، وذلك بعد أسابيع من التوترات المتصاعدة بين الجانبين في الخليج والشرق الأوسط.

ورغم تأكيد واشنطن أن الهدف من الضربة كان “ردع طهران وليس تغيير النظام”، فإن التصعيد فتح الباب أمام سلسلة من التساؤلات: هل توقفت الضربات بالفعل؟ وهل تنجح قنوات التهدئة في منع الانزلاق إلى مواجهة أوسع؟

وفقاً لمصادر دبلوماسية غربية، فإن الرسالة الأميركية نُقلت عبر وسطاء دوليين من بينهم سلطنة عُمان وسويسرا، وهي تنطوي على محاولة لاحتواء الموقف سريعاً، قبل أن يتحول إلى دوامة لا يمكن السيطرة عليها. لكن في طهران، تبدو الردود أكثر تحفظاً. فقد أكّد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن بلاده تحتفظ بكل الخيارات “للرد المشروع”، متهماً الولايات المتحدة بانتهاك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

السلطات الإيرانية، التي اعتادت استخدام الرد التدريجي والمدروس، تجد نفسها اليوم في موقف معقد. فهي من جهة لا تريد إشعال حرب واسعة، لكنها من جهة أخرى لا تستطيع تجاهل ضربات استهدفت العمق النووي، وتسببت في خسائر لم تُكشف تفاصيلها بالكامل بعد.

في الداخل الأميركي، لم تغب الانقسامات السياسية عن المشهد. فبينما ذكر بعض أعضاء الكونغرس أن الضربة كانت ضرورية “لحماية أمن الولايات المتحدة وحلفائها”، حذّر آخرون من تداعياتها، معتبرين أنها قد تُقحم البلاد في نزاع لا تريده.

في المحصلة، تبدو الضربة الأميركية، حتى الآن، محدودة زمنياً ومكانياً، لكن المنطقة لا تزال تقف على حافة الاشتعال، بانتظار ما إذا كانت طهران سترد، ومتى. وما لم تُفتح قنوات تفاوض حقيقية، فإن “نهاية الضربة” قد لا تعني نهاية التصعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى