أخبار

خطوة جديدة من تركيا لحماية فصائلها من تهمة “الإرهاب”

لإخراجها من قوائم “الإرهاب” العالمية، كثفت تركيا اجتماعاتها مع الفصائل الموالية لها في المناطق التي تسيطر عليها داخل الأراضي السورية، وعملت على تغير إسماها ووضعها تحت سقف ما يسمى بـ “غرفة القيادة الموحدة-عزم” كما فعلت سابقاً حين عملت على تغير جبهة النصرة إلى “هيئة تحرير الشام”.
وبعد أسابيع من الاجتماعات المكثفة، والمناقشات لآلية العمل المشترك، أعلن فصيلا “الجبهة الشامية” و”فرقة السلطان مراد” اللذان يأخدان أمورهما مباشرة من الجيش التركي، عن تشكيل غرفة للتنسيق بينهما حملت اسم القيادة الموحدة “عزم”. في شهر تموز/يوليو المنصرم.
وفي الشهر نفسه أعلنت “غرفة القيادة الموحدة – عزم”، عن انضمام 7 فصائل تابعة للمعارضة الموالية لتركيا بينها جيش الإسلام – إلى الفرفة التي تشكّلت، منتصف شهر تموز/يوليو، وهي “جيش الإسلام، جيش الشرقية، فرقة أحرار الشرقية، فرقة الحمزة وفرقة ملكشاه، فرقة السلطان سليمان شاه، لواء صقور الشمال”.
ولضمان تأيد الأهالي وتشكيل حاضنة شعبية لهم نفذت “عزم” بعد تشكلها ما أسمتها “حملة أمنية” في ريف حلب الشمالي ضد من اسمتهم تجار المخدرات، وغالبيتهم من عناصر الفصائل المنضوية تحت سقفها، لتظهر بإنها تعمل من أجل الشعب، وخلال “الحملة” طلبت من الأهالي التعاون مع قواتها لإنجاح العمل والوصول إلى أهدافه.
في شهر حزيران/يونيو الماضي، عقدت قيادتا فصيل “الجبهة الشامية”، و”فرقة السلطان مراد”، اجتماعات مطولة بهف الوصول إلى آلية مشتركة للوصول إلى مرحلة الاندماج لاحقاً وذلك للتهرب من التهم التي تلاحقهم نتيجة جرائمهم في مقاطعة عفرين والمدن السورية الأخرى التي تسيطر عليها تركيا مع هذين الفصلين.
الفصيلين اتفقا على التنسيق في 4 ملفات أساسية، وهي الأمني والعسكري والإعلامي والاقتصادي، وإدارة المناطق الخاضعة لسيطرة الطرفين في ريف حلب الشمالي والشرقي بشكلٍ مشترك وتحت الأمرة التركية الراعية لهذا الاتفاق والمتحكمة بكافة الأمور التي تجري هناك.
ويخطط الطرفان لتشكيل إدارة عامة، مختصة بتسيير الأعمال على الأرض، والإشراف على بعض الملفات، مثل المعابر الخاضعة لسيطرة الفصيلين، سواء الحدودية مع تركيا، أو المعابر الداخلية الفاصلة بين مناطق سيطرة المعارضة الموالية لتركيا ومناطق القوات الحكومية ومناطق شمال وشرق سوريا.
وحسب مواقع للمعارضة، فأن المدعو “أبا أحمد نور” قائد الجبهة الشامية سيشغل منصب القائد العام لـ “عزم”، فيما سيكون فيهم عيسى، قائد “فرقة السلطان مراد”، نائباً له.
وظهر قائد “الجبهة الشامية”، قبل أيام برفقة قائد تجمع أحرار الشرقية العامل في الفيلق الأول، أبي حاتم شقرا الذي صنف في قائمة الأرهاب قبل فترة ليست ببعيدة، حيث المدعو أبو شقرا كان المسؤول عن اغتيال السياسية هفرين خلف.
وستحاول تركيا حسب ما نشرته مواقع معارضة من خلال “عزم” كبح جماح هيئة “تحرير الشام” وإخراج من نقاط التماس مع القوات الحكومية لتنفيذ مخرجات استانا التي وقعتها مع القوات الروسية، إضافة إلى إضفاء شرعية عليها لدى الروس باعتبارها هي من أخرجت “تحرير الشام” من المنطقة.
وتسيطر هيئة “تحرير الشام” على غالبية منطقة إدلب والتي تشهد حالياً هجمات واسعة من قبل القوات الحكومية للسيطرة على مناطق جديدة فيها، في ظل صمت للقوات التركية المنتشرة هناك عبر “النقاط المراقبة” التي شُكلت قبل أكثر من عامين، من جانبها تستفيد الهيئة من التناقضات بين فصائل المعارضة التابعة لتركيا للسيطرة على مناطق جديدة.
ولكن مساعي “عزم” ربما لن تذهب إلى بعيد، فهناك الكثير من الفصائل التي لم تنضم إليها، وستقاتل ضدها في مناطق انتشارهم، كون “عزم” ستقوض من قوتهم وأماكن انتشارهم، وفهمت تلك الفصائل أن تشكيل الإعلان عن الغرفة محاولة لفرض أمر واقع عليها.
هذا ونشرت “عزم” فيديو يظهر فيها استهدافها للمخيمات التي يتواجد فيها مهجروا عفرين عبر صواريخ الغراد المحرمة دولياً، إضافة إلى قرى دير جمال وتل رفعت بريف حلب الشمالي حيث يقطنها آلاف النازحين، وهذا ما يشير بانها تعمل عكس الأهداف التي أعلنت عنها في وقت سابق، وجرائمها لن تتغير بتغير الاسم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى