تقاريرمانشيت

ﻫﻞ ﺗﺨﻄّﻂ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻨﻒ؟

ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥّ ﻣﺎ ﺗﺨﻄّﻂ ﻟﻪ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺘﻜﻬﻦ ﻭﺍﻟﺘﺨﻤﻴﻦ، ﻭﻳﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻭﺃﺟﻨﺪﺍﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﺸﻦّ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺑﻬﺪﻑ ﻗﻄﻊ ” ﺍﻟﻜﻮﺭﻳﺪﻭﺭ ” ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﺍﻟﻮﺍﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻋﺒﺮ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﺫﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ، ﺃﺧﻴﺮﺍً، ﺑﺘﺴﺮﻳﺐ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺳﻴﻨﺎﺭﻳﻮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻟﻤﺨﻄّﻂ ﺃﻣﻴﺮﻛﻲ ﺟﺪﻳﺪ، ﻗﺪ ﻻ ﻳﻘﻞّ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻋﻦ ﺳﺎﺑﻘﻪ، ﻭﻫﻮ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺿﻤﻦ ﻣﺨﻄﻂ ﺗﻘﺴﻴﻤﻲ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻧﺤﻮ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻨﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ – ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ – ﺍﻷﺭﺩﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ .2015
ﻭﺫﻛﺮﺕ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻣﻄّﻠﻌﺔ، ﺃﻥّ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻨﻒ ﺑﺎﺕ ﺃﻣﺮﺍً ﻭﺍﺭﺩﺍً ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ . ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻛﻮﺍﺩﺭ ﻣﺘﺨﺼّﺼﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻢ ﺍﻟﺮﻛﺒﺎﻥ ﺇﻻّ ﺃﻧّﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺟﻠﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺨﻴﻢ، ﻓﻬﻢ ﻋﻨﺼﺮ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺆﺳّﺲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻧﺸﺮﻩ ﻣﻮﻗﻊ ” ﺗﺠﻤّﻊ ﺃﺣﺮﺍﺭ ﺣﻮﺭﺍﻥ .”
ﻭﺃﻛّﺪﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ، ﺃﻥّ ﻣﻮﻗﻊ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻟﻤﺨﻴﻢ ﺍﻟﺮﻛﺒﺎﻥ، ﺑﺴﺒﺐ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻳﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ، ﺑﻞ ﺍﻷﺭﺟﺢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻤﻌﺒﺮ ” ﺍﻟﺰﻭﻳﺮﻳﺔ ” ﺑﻴﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﻓﺘﺘﺤﻪ ” ﺟﻴﺶ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﺤﺮّﺓ ” ﺑﺪﻋﻢ ﺃﻣﻴﺮﻛﻲ، ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺟﻬﺎﺕ ﻋﺸﺎﺋﺮﻳﺔ ﻋﺮﺍﻗﻴﺔ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻊ ﻃﺮﻑ ﺣﻜﻮﻣﻲ ﻋﺮﺍﻗﻲ .
ﻭﺗﻜﺘﺴﺐ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻨﻒ ﺃﻭ ﺍﻟـ 55 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍً ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻟﺒﺪﺀ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺿﺪّ ” ﺩﺍﻋﺶ ” ﺳﻨﺔ 2015-2014 ، ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﺚ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺑﻴﻦ ﺛﻼﺙ ﺩﻭﻝ ﻫﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺃﻧّﻬﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺜﺮﻭﺍﺕ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻛﺎﻟﻐﺎﺯ ﻭﺍﻟﺴﻴﻠﻴﻜﻮﻥ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧّﻬﺎ ﺗﺸﻜّﻞ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺴﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ” ﻗﻮﺍﺕ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ” ﺣﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ، ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﻘﻨﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠّﻪ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻏﺰﺓ، ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺍﺭﺩ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﻋﻦ ﺣﺸﺪ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻣﻊ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻠﻬﺎ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ .
ﻭﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺗﺄﻛﻴﺪﻩ ﺻﺤﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻪ، ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻢ ﺍﻟﺮﻛﺒﺎﻥ ﻭﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟـ .55 ﻓﻔﻲ ﺷﻬﺮ ﺃﻳﻠﻮﻝ ‏( ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‏) ﺍﻟﻔﺎﺋﺖ، ﺯﺍﺭ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ، ﻭﻫﻴﺜﻢ ﺍﻟﺒﺰﻡ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻨﻈﻤﺔ ” ﻏﻠﻮﺑﺎﻝ ﺟﺴﺘﺲ ” ، ﻣﺨﻴﻢ ﺍﻟﺮﻛﺒﺎﻥ ﻭﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻨﻒ، ﻭﻫﻤﺎ ﻣﻨﻈﻤﺘﺎﻥ ﺳﻮﺭﻳﺘﺎﻥ ﻣﺪﻋﻮﻣﺘﺎﻥ ﺃﻣﻴﺮﻛﻴﺎً .
ﻭﺃﺿﺎﻑ، ﺃﻥّ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻧﺘﺞ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻤﺮﺣﻠﺔ ﺃﻭﻟﻰ، ﺗﻨﻔﻴﺬ 6 ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺨﻴﻢ ﻭﻫﻲ، ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺛﺮﻭﺓ ﺣﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺃﺑﻘﺎﺭ ﺳﻴﺘﻢّ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻬﺎ ﻣﺠﺎﻧﺎً ﻋﻠﻰ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺨﻴﻢ، ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺪﺭﺳﺘﻴﻦ، ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺯﺭﺍﻋﻲ ﻳﻀﻤﻦ ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻟﻠﺴﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﻭﺍﻟﺸﻌﻴﺮ ﻭﺍﻟﺨﻀﺮ، ﻭﻣﺸﺮﻭﻉ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻄﺎﻗﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺑﻤﺮﺗﺐ ﺷﻬﺮﻱ ﻗﺪﺭﻩ 100 ﺩﻭﻻﺭ ﺃﻣﻴﺮﻛﻲ، ﻭﻣﺸﺮﻭﻉ ﻋﻴﺎﺩﺍﺕ ﻃﺒﻴﺔ ‏( ﺃﻭﻧﻼﻳﻦ ‏) ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ 10 ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻭﻣﺸﺮﻭﻉ ﺩﻋﻢ ﺻﻴﺪﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﻴﻢ ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻣﺠﺎﻧﺎً ﻋﻠﻰ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺨﻴﻢ .
ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ، ﺃﻥّ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻨﻒ ﺗﺤﻮﻱ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗُﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﺳﺒﺎﺏ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﺑﻬﺎ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .
ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻥّ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺣﺎﻓﻆ ﺍﻷﺳﺪ، ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﺍﻟﻐﺎﺯ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺣﻮﺽ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻭﺑﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺤﻤﺎﺩ، ﻭﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺗﻢّ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ 6 ﺁﺑﺎﺭ ﻟﻠﻐﺎﺯ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻨﻒ، ﻭﺗﺸﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻧّﻬﺎ ﺗﺤﻮﻱ ﺍﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً، ﺇﻻّ ﺃﻥّ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻏﻠﻘﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﺃﻧّﻬﺎ ﻏﺎﺯﺍﺕ ﺳﺎﻣﺔ، ﻭﺗﻢّ ﻃﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺗﻤﺎﻣﺎً .
ﺑﻌﺪ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﺑﺎﺭ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻴﻦ، ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﺳﺘُﻌﺘﺒﺮ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻨﻒ ﻭﻣﺤﻴﻄﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ .
ﻣﺼﺪﺭ ﺧﺎﺹ ﺃﻛّﺪ ﻟـ ” ﺗﺠﻤّﻊ ﺃﺣﺮﺍﺭ ﺣﻮﺭﺍﻥ ” ، ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﺑﺎﺭ ﻓﻌﻠﻴﺎً، ﻣﺸﻴﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﺃﻥّ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻳﻘﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻨﻒ .
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺃﺿﺎﻑ ﺃﻥّ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﺑﺎﺭ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ، ﻣﺆﻛّﺪﺍً ﺃﻧّﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻢّ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻫﺎ، ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺤﻮﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﺃُﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺗﺒﻴّﻦ ﺃﻥّ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺃﻧّﻬﺎ ﻏﺎﺯﺍﺕ ﺳﺎﻣﺔ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺤﺔ، ﻭﺃﻥّ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻮ ﻏﺎﺯ ﻃﺒﻴﻌﻲ .
ﻛﻤﺎ ﺃﻛّﺪ ﺃﻥّ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢّ ﺇﺟﺮﺍﺅﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻨﻒ ﻭﻣﺤﻴﻄﻬﺎ ﻭﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺮﻃﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﻛﻤﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﻠﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻌﺘﺒﺮ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻧﻈﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ .
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻘﻮﻡ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﺎﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻫﺎ ﺳﺘﻐﻴّﺮ ﻭﺟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﻭﻳﺔ، ﻟﺘﺤﻮﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ .
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺃﻥّ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻒ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﺮﺑﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﺇﻻّ ﺃﻥّ ﻟﻸﻣﻴﺮﻛﻴﻴﻦ ﻧﻈﺮﺗﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﻰ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ، ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﺍﻻﻣﺘﺪﺍﺩ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻗﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺻﻮﻻً ﺇﻟﻰ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ، ﻟﺬﻟﻚ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﻮﺿﻊ ﺃﻭﻟﻰ ﺃﺭﻛﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻋُﺮﻑ ﻻﺣﻘﺎً ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟـ 55 ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢّ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻨﻒ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﻓﺼﺎﺋﻞ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ” ﺩﺍﻋﺶ ” ، ﻭﻣﺨﻴﻢ ﺍﻟﺮﻛﺒﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ، ﻭﻣﻌﺒﺮ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ – ﺍﻟﺘﻨﻒ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻱ ﺑﻴﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ .
ﻭﻳُﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻨﻒ ﻭﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻴﻄﺮﺓ ” ﻗﺴﺪ ” ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﻭﺍﻟﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻨﻒ ﻭﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﻫﺪﻑ ﺃﻣﻴﺮﻛﻲ ﻗﺪﻳﻢ / ﻣﺘﺠﺪّﺩ، ﻳﺘﺠﺪّﺩ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﻨﻌﻄﻒ ﺗﻤﺮّ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻏﺰﺓ ﻭﺍﻟﺘﻮﻗّﻊ ﺑﺄﻥ ﻳﺘﻤﺪّﺩ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ ﺃﻭﻻً ﻭﺩﻭﻝ ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺛﺎﻧﻴﺎً، ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻓﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻪ ﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻨﻒ ﻣﻦ ﻗِﺒﻞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺑﺤﺰﻡ ﻛﺒﻴﺮ .
ﻭﺑﻨﺎﺀً ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺈﻥّ ﻣﺘﻐﻴّﺮﺍﺕ ﺟﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺳﻮﻑ ﺗﺸﻬﺪﻫﺎ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ، ﻓﻤﻊ ﺗﻌﺴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﻞ، ﺑﺎﺗﺖ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﻭﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻦ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻭﻳﺘﺤﻤّﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻣﺎ ﺳﺘﺆﻭﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﺳﻮﺍﺀ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ، ﻛﻤﺎ ﺗﺘﺤﻤّﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺑﺘﺨﺎﺫﻝ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ، ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻻﺋﺘﻼﻑ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ، ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ، ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺒﻌﻴﺔ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻷﺟﻨﺪﺍﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺎﺩﻯ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻮﻥ ﺣﻴﻦ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﺑﺜﻮﺭﺗﻬﻢ، ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺫﺍﺗﻪ.

ADARPRESS #

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى