أخبار

زيارة رئيسي إلى دمشق ظاهرها الاقتصاد ومضمونها رسائل خفية إلى العرب

تتشابك الأيدي أمام الكاميرات، وتعلو الابتسامة محيا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ونظيره السوري بشار الأسد، وذلك خلال زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس إيراني إلى سوريا منذ بداية الحراك الشعبي في سوريا قبل اثني عشرة عاماً، والذي تحول لاحقاً إلى نزاع مسلح كان لإيران اليد الطولى في استمراره كل هذه المدة.

الزيارة التي دخلت على جدول أعمال الرئيسين على عجل، جاءت في وقت كثرت فيها الزيارات العربية إلى دمشق، لعل أبرزها زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، وكذلك زيارة وزير الخارجية المصري شكري سرحان، اللذين كانت بلادهما في قطيعة معلنة مع الحكومة السورية منذ بداية الأزمة السورية.

الزيارة الإيرانية لبست ثوب التعاون الاقتصادي بين طهران ودمشق، لكن مراقبون للشأن السوري رجحوا أن رئيسي لم يأت للقاء الأسد شوقاً له، بل جاء ليؤكد أن علاقة بلاده مع الحكومة السورية راسخة ومتجذرة، ولن تضعفها ما روجته تقارير إعلامية مفادها أن العرب دعوا دمشق لتقديم تنازلات في شأن علاقة حكومته مع طهران، مقابل شغل مقعدها في الجامعة العربية من جديد، وهو الذي جرد منها عام 2012.

ما حاول إيصاله رئيسي بالتلميح، كشف عنه الأسد بالتصريح، حين أكد أنه لن يقدم مزيداً من التنازلات تحت عنوان الانحناء للعاصفة، حسب وصفه، ليوصل رسالة للدول العربية بأنه غير مستعد لتنفيذ الشروط المطلوبة منه نظير عودته للحضن العربي.

زيارة رئيسي هذه، ربما أصابت الآمال العربية بعودة دمشق إلى عمقها العربي في مقتل، لكن يبقى السؤال هو، إلى متى يمكن لإيران المنهكة اقتصادياً مد يد العون إلى الحكومة السورية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى