تقاريرمانشيت

السعودية تتجه لاستئناف العلاقات مع دمشق.. والموقف الأميركي من ذلك


بعد الانفراجة في ملف العلاقات السعودية – الإيرانية، كشفت وزارة الخارجية السعودية، أن هناك مباحثات بين الرياض ودمشق؛ لاستئناف تقديم الخدمات القنصلية، فما هي الظروف التي دعت الرياض للذهاب إلى هذا المسار؟ وما هو الموقف الأميركي من ذلك؟
شهدت منطقة الشرق الأوسط الكثير من التقلبات المفاجئة، فناهيك عن المصالحة السعودية الإيرانية والتقارب المصري مع دولة الاحـ ـتلال التركي وكذلك المساعي الروسية للتقريب بين تركيا وحكومة دمشق، إلا أن الحديث عن قرب عودة العلاقات السعودية مع دمشق وإعادة فتح السفارات بعد انقطاع للعلاقات الدبلوماسية دام لأكثر من عقد، أثار أسئلة كثيرة عن مدى ارتباط المصالحة السعودية مع حكومة دمشق بالمصالحة السعودية – الإيرانية، ومساهمة ذلك في تطبيع العلاقات بين الطرفين.

ونقلت وسائل إعلام سعودية عن وزارة الخارجية، أن هناك مباحثات بين الرياض ودمشق؛ لاستئناف تقديم الخدمات القنصلية، ونقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة أن سوريا والسعودية اتفقتا على معاودة فتح سفارتيهما، بعيد عيد الفطر المقبل، وجاء القرار نتيجة محادثات في السعودية مع مسؤول مخابرات رفيع من حكومة دمشق، بحسب أحد المصادر الإقليمية ودبلوماسي في الخليج.
إلا أن المراقبين لشؤون الشرق الأوسط يعتبرون أن المصالحة السعودية – الإيرانية سيكون لها دور كبير في التقارب ما بين حكومة دمشق والرياض، ورجح في هذا السياق، الباحث في الشأن السوري والشرق الأوسط، كالفين وايلدر، في حديث لوكالتنا أن “هناك بعض التداخل بين هاتين المبادرتين من الرياض، تحاول المملكة العربية السعودية تعديل سياستها الخارجية بناءً على ما تعتبره التزاماً أميركياً منخفضاً تجاه الشرق الأوسط، وعلى أساس التطور في البرنامج النووي الإيراني، كلتا هاتين المسألتين تجعل مؤسسة السياسة الخارجية السعودية تشعر بأنها أكثر عرضة للخطر؛ مما يدفعها إلى تطوير تحالفات جديدة والتصالح مع الخصوم السابقين”.

وأضاف: “على الرغم من أن التطورات الأخيرة دفعت السعودية إلى تسريع مصالحتها مع دمشق، إلا أن هذه المبادرة كانت تتحرك بهدوء وراء الكواليس في الرياض منذ سنوات، وربما تحدث إلى حد ما بغض النظر عن الوضع الإقليمي الأوسع”.

شهدت العلاقات بين الرياض ودمشق الكثير من موجات المد والجزر، ولعل الصراع الذي كان دائراً ما بين السعودية وإيران، واختلاف المحاور الذي كانت تنتمي إليه كل من الرياض ودمشق من جهة أخرى، كان له دور كبير في تأجيج الصراع، وبأن فتح القنصليات لم يساهم بشكل كبير في تطبيع العلاقات ما بين دمشق والرياض.

وعن ذلك استبعد وايلدر حصول تطبيع للعلاقات بين الطرفين بعد الحديث عن فتح القنصليات، وقال: “على الرغم من أنها تمثل خطوة مهمة في هذا الاتجاه ومع ذلك، فإن هذه الإشارة هي رمزية في الغالب، إنها بيان رسمي من الرياض يقول إنهم توصلوا إلى سلام مع حكومة الأسد، وإنهم يفهمون أن الحكومة الحالية موجودة لتبقى، وإنهم يريدون إيجاد طرق للعمل معاً على القضايا المشتركة، لكن لا تزال هناك فجوة كبيرة بين البلدين، علاقات حكومة الأسد مع الميليـ ـشيات المدعومة من إيران، ومهربي المـ ـخدرات الذين يهربون الكبتاغون إلى المملكة العربية السعودية؛ هي نقاط توتر خطيرة بين البلدين، إعادة فتح السفارات لن يحل هذه المشاكل تلقائياً”.

وعن مدى ارتباط التقارب السعودي مع حكومة دمشق بالمساعي الروسية للتقريب ما بين أنقرة ودمشق قال وايلدر: “كل هذه المبادرات مترابطة إلى حد ما، دأبت روسيا على دفع دول المنطقة بما في ذلك تركيا والمملكة العربية السعودية إلى التطبيع مع حكومة الأسد لسنوات، وبدأت هذه المبادرات أخيراً تؤتي ثمارها بالنسبة للكرملين، هذا لا يعني أن روسيا هي الفاعل الأساسي الذي تسبب في إبرام صفقات المصالحة هذه، لكن روسيا هي الداعم الدولي الأقوى لحكومة الأسد، وقد ضغـ ـطت موسكو باستمرار على الدول الأخرى لتبني علاقات ودية مع دمشق”.

واشنطن من جهتها وعلى الرغم من تراجع نفوذها في الشرق الأوسط، تعارض أي عملية تطبيع مع حكومة دمشق، إلا ضمن شروط ليست جديدة وتتضمن تقدم حقيقي في مسار الحل السياسي، وبخصوص موافقة الولايات المتحدة على الخطوة السعودية تجاه دمشق، أكد وايلدر أن الولايات المتحدة ترفض بشدة التطبيع الإقليمي مع حكومة دمشق، موضحاً “من وجهة نظر واشنطن، فإن هذه الخطوات تخفف الضغط على حكومة الأسد للموافقة على تسويات سياسية من شأنها أن تضع حداً للحـ ـرب الأهليـ ـة”. مرجحاً أن “يكون بعض صناع السياسة في واشنطن قد قرروا أن السماح الضمني للرياض باتخاذ هذه الخطوة أفضل من البدائل، لكن الموقف الرسمي للبيت الأبيض لم يتغير”.

ADARPRESS #

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى