أخبارتقارير

باحث يحذّر العالم من مخططات تركيّة لإقامة دويلة هجينة من داعـ*ـش والقـ*ـاعدة

حذر باحث في شؤون الجماعات الإسلامية المتطرفة العالم من مخططات تركية لخلق جيب انفصالي في الشمال السوري يجري التخطيط له ليتحول إلى “دويلة للجهاديين” من مرتزقة داعش وتنظيم القاعدة.

ويؤكد استهداف دولة الاحتلال التركي لمناطق يوجد فيها مرتزقة داعش وأسره في شمال شرق سوريا مدى ارتباط تركيا بالإرهاب وتوظيفه في تنفيذ مخططاتها وأجنداتها في المنطقة تحديداً والشرق الأوسط عامة.
هذا وقد شنت طائرات دولة الاحتلال التركي في 23 تشرين الثاني الفائت، هجوماً بالطائرات استهدفت فيها قوات حماية مخيم “الهول” أخطر المخيمات في العالم، وسجن “جركين” في قامشلو، اللذين يُحتجز فيهما مرتزقة داعش وأسرهم، ما أدى إلى فرار عدد من أسرهم.
وأكدت قوات سوريا الديمقراطية في بيان، أن هدف دولة الاحتلال التركي من هذه الاستهدافات هو “تمكين مرتزقة تنظيم داعش الإرهابي وأسرهم من الفرار من المخيم، وكذلك إحياء التنظيم الإرهابي”، مضيفة إن “هذا المخطط يشكل خطورة كبيرة على مناطق شمال وشرق وسوريا والعالم أجمع”.

داعش المستفيد الأكبر من هجمات تركيا

وفي سياق ذلك، رأى الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية المتطرفة، الكاتب هشام النجار، أن الاحتلال التركي لديه أولويات خاصة من استهدافه مناطق وجود داعش وعوائله، موضحاً لوكالتنا “هناك أولويات وأهداف لتركيا تتناقض كثيراً مع أولويات ومصالح دول المنطقة، فليس من أولويات تركيا محاربة داعش إنما محاربة الكرد، على خلفية قضايا قومية وعرقية وحسابات سياسية وانتخابية داخلية”.

وحذر النجار من أن يخلق ذلك “فرصاً كبيرة وإن كان بشكل غير مباشر لميليشيات طائفية تكفيرية مثل داعش وهو الكيان المستفيد من محاربة تركيا للكرد ومن إصرار النظام التركي على تنفيذ عمليات عسكرية في الشمال السوري وهي التي من شأنها خلط الأوراق وقلب التوازنات القائمة، وإيجاد موطئ قدم لداعش والسماح له ببناء خلافته المزعومة مجدداً عبر تجنيد عناصر والحصول على أسلحة متطورة وتنفيذ خطته الرامية لإخراج قادته وعناصره من السجون بالقوة”.

خطط لإعادة تنظيم الحركات الإسلاموية

وعن تأثير التصعيد العسكري لدولة الاحتلال التركي على سوريا والشرق الأوسط عامة، خاصة بعد إعلان قوات سوريا الديمقراطية تعليق عملياتها العسكرية ضد داعش إثر تصعيد الهجمات التركية، قال النجار: “التأثير كبير لأن هناك فعلياً خطط يجري تنفيذها لاستعادة أكبر تنظيمين إرهابيين في المنطقة حضورهما ونفوذهما السابق من خلال مسار حركي وتنظيمي ولوجستي يمتد من سوريا إلى العراق وتركيا، وبدون شك فإن تنظيم القاعدة وتنظيم داعش مستفيدان من تكريس الواقع الانفصالي الإسلاموي في الشمال السوري، وهذا الجيب الانفصالي يجري التخطيط له ليتحول إلى دويلة للجهاديين تحت مزاعم نقل اللاجئين السوريين من تركيا إلى سوريا ومحاربة الكرد، وبدون شك ترجح تدخلات تركيا العسكرية المباشرة الكفة لصالح الجهاديين المسلحين مقابل إضعاف الكرد”.

وحذر مراقبون وخبراء من أن المستفيد الأول للتصعيد العسكري التركي في شمال وشرق سوريا هو مرتزقة داعش، ما ينذر بوقوع حرب واسعة النطاق.

ويتفق النجار مع هذه التحذيرات، قائلاً “نعم يستفيد تنظيم داعش كثيراً من خلط الأوراق وتغيير التوازنات واستهداف الأطراف المهمة التي تقوم بالدور الأكبر في محاربته ومكافحته مثل الكرد، ولم يكن داعش يقدر على النمو والتوسع والتمدد منذ بداياته إلا بإسناد من خارجه وبسبب تقاطع مصالحه مع مصالح قوى على الساحة صبت كل ممارساتها من فتح للحدود لمرور الجهاديين وإتاحة معسكرات التدريب والتعاون التجاري مع ميليشيات طائفية في مصلحة التنظيم التكفيري الذي سيستفيد كثيراً في سياق خطة إعادة خلافته المزعومة من التدخلات العسكرية المباشرة وخلق جيب انفصالي في الشمالي السوري يتنازع على إدارته والسيطرة عليه، الجهاديون”.

عودة داعش خطورة على العالم كله

وعن مدى خطورة عودة داعش في ظل الفوضى التي تختلقها دولة الاحتلال التركي وزعزعتها لاستقرار شمال وشرق سوريا، قال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية المتطرفة، الكاتب هشام النجار “هذه العودة تمثل خطورة على العالم كله وليس على المنطقة فحسب؛ فداعش تنظيم عولمي عابر للحدود الوطنية، وإذا استعاد قوته ونفوذه وبسط سيطرته على جزء من الأرض في أي مكان في العالم؛ فهذا يعني أنه بات يمتلك القدرة على استقبال مقاتلين موالين له ومتأثرين بفكرته من كل دول العالم، فضلاً عن تمكنه من إقامة معسكرات تدريب وامتلاك المساحة والأدوات والمال والسلاح الذي يمكنه من التخطيط لعمليات إرهابية في أي مكان بالعالم وتنفيذها”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى