أخبار

أمريكا وإيران ..خلافات سياسية وتصـ ـفية الحسابات في سوريا

نقلاً عن قناة اليوم

من جديد تبدو العلاقة المتأزمة أساساً بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران كأنها بحر هائج متلاطم الأمواج، فما أن تستكين مياهه في موضع ما، حتى تهب عليه عاصفة جديدة، لترتفع أمواج التصعيد بين البلدين اللذين يعيشان حالة عداء معلن منذ عقود.

الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، أشعلت فتيل أزمة جديدة بين طهران وواشنطن، قد تتطور وفق مراقبين لحرب بين الطرفين اللذين لديهما قوات تتوزع في الأراضي السورية، وهي على مقربة من بعضها جغرافياً، لكن يوجد بون شاسع بين أهدافهما هناك، إلا أنهما يتفقان بعدم وجود رؤية واضحة لسوريا المستقبل.

ما إن بدأت إسرائيل بالرد على توغل حركة حماس في غلاف قطاع غزة، حتى أرسلت واشنطن تهديدات صريحة لكل دول المنطقة ولإيران بشكل خاص، بعدم فتح جبهة جديدة في الحرب، ولتأكيد ذلك باشرت أمريكا بتحريك قطع من أسطولها نحو شرق المتوسط، وزودت قواعدها في سوريا والعراق بأسلحة جديدة ونوعية.

أيام قليلة بعد بداية الحرب، تعرضت قواعد أمريكية في سوريا والعراق لهجمات بقذائف صاروخية وبطائرات مسيرة، لم تسفر عن ضحايا، وفق السلطات في واشنطن، إلا أن الأخيرة اتهمت الفصائل الموالية لإيران بشن تلك الهجمات، وتوعدت بالرد في حال تكرار ذلك مرة أخرى، وذلك ما حدث، بعد استهدافها لمنشآت تابعة للحرس الثوري الإيراني في محافظة دير الزور قرب الحدود مع العراق.

الآن لا أحد يعلم إلى أين تسير الأمور بين واشنطن وطهران، لكن المؤكد وفق تحليلات خبراء عسكريين، فالمنطقة التي تتموضع على صفيح ساخن منذ سنوات، تتجه نحو تصعيد عسكري لا يُعرف حجمه، ولا يمكن توقع نتائجه على المدى البعيد.

وهكذا تحولت سوريا إلى باحة خلفية لتصفية الحسابات بين البلدين المتنافرين في معظم الملفات، والخاسر الوحيد من الصراع الدائر بينهما هم السوريون الذين لا حول لهم ولا قوة، فهم المستضعفون في أرضهم بعد استباحتها من قبل دول إقليمية ودولية.

البعض يرى أن كافة تحركات أمريكا في المنطقة في الألفية الجديدة تستفيد منها إيران فقط، فالعراق قُدم على طبق من فضة لإيران، حتى بات لها الكلمة العليا في دوائر الحكم في بغداد أكثر من العراقيين أنفسهم، والحال تكرر مرة أخرى بعد سنوات في سوريا، والنفوذ الإيراني في مناطق سيطرة الحكومة خير دليل على ذلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى